03-23-2019 03:19 PM
شوقي بدري
بالرغم من اني اعتبر نفسي امدرمانيا عبسنجيا وقد سكنا في كل اركان امدرمان وحمتها بكراع كلب الا انه لم يكن من الممكن ان اسمع او التقي بحسين نسبة لاختلاف ملاعبنا واصدقائنا ولا اظن انه كان لحسين اصدقاء او شلة تفديه بروحها كما كانت الصداقة ،، والخوة ،، في امدرمان وكل السودان . الا ان حسين قد سخر مني قبل اكثر من عقد من الزمان عندما كتب الاستاذ وابن امدرمان الاكبر محجوب عثمان محمد خير وزير الاعلام ورئيس تحرير الايام لفترة مع الاساتذة بشير محمد سعيد ومحجوب محمد صالح عن شوفي بدري . كما كان محجوب عثمان شريكا في الايام . وكتبت وقلت ان سخريته مني لا تهمني كثيرا ولكن الاستخفاف بمحجوب عثمان خط احمر . كما كذب حسين كعادته وكذب قائلا انه كان يجلس في مقهي
شديد في امدرمان ، وهذا كما اثبت من قبل مستحيل. كعادة الكيزان خداع الناس قال ….. يا جماعة اوربا دي زراعتها معطوبة علشان كدة طمعانة في السودان . وثالثة الاثافي محاولته التحدث ياسم امدرمان ولبس له طعم او رائحة امدرمان . الامدرماني يمثل كل مل يفتقده حسين من حرارة قلب الكرم حب الاخرين . والامدرماني معطاء مقدام متجرد ومعطاء . اين حسين من كل هذا ؟
في دفاع حسين عن مصدر ماله كذب وهذا مسموح به في شرع اغلب الكيزان ، وقال ان الاخ عبد الوهاب عثمان طيب الله ثراه قد ساعده في موضوع عمولته من شركة البترول الكندية وتحصل على 500 الف دولار والتي اتاحت له شراء منزله الحالي . اول شئ با حسين اذا انت ود امدرمان وعامل ليك قناة اسمها امدرمان البسكنك الخرطوم شنو ؟ انا زمان لمن امشي الخرطوم لو لابس عمة بضرضر تراب امدرمان في راسي ولمن ارجع بنفض الرتاب ، او اشيل شوية في جيب البنطلون .
انت يا حسين اشتريت الارض في نهاية عهد نميري او مع بداية الانقاذ وبيتك قبل ما عبد الوهاب يبقي وزير مالية . ولو كنت قلتا لي عبد الوهاب موضوع رشوتك كان لحد الليلة ماسك في زمارتك ؟ انت كنت بتسوق الزبون للترابي وبعد ترحيب الترابي بيك وبالدراف او الصيدة يقتنع الدراف بانك واصل ويديك وابليس كان بشجعكم على البلطجة تحت شعار التمكين .
انا كنت لصيقا بعبد الوهاب عثمان وابراهيم عبيد الله ومعنا الشيوعي ابراهيم صالح الذي كان اقدمهم في وزارة المالية وصار مديرا لصك العملة .
عندما كرهت تصرفات المبعوثين ، لبخلهم ولؤم طباع الكثيرين وتكليفي بمهام عندما اذهب الى السودان او استغلالي لان لي سيارة ولا يدخلون ايدبهم في جيوبهم كان اخي ابراهيم صالح يقول …. دي اخلاق الافندية وانت لو جيت السودان ما حتقدر تعيش معاهم ، احسن اتنين فينا كلنا ابراهيم عبيد الله وعبد الوهاب عثمان . هذا الكلام كتبته من قبل ؟ وعندما سمعت لاختيار عبد الوهاب للوزارة كتبت له موضوع رسالة الي صديق .يمكن قوقلته . قلت له ان الانقاذ ستلوث اسمك الجميل وسيتخلصون منك في النهاية . كما نعيت اخي ابراهيم عبيد الله وحزنت لموته .
نعم هنالك شيوعيون سيؤون وهذا هو الشاذ الذي يؤكد القاعدة . وهنال اخوان مسلمون رائعون آمنوا بفكرهم ولم يكونوا تجار دين مثلك يا حسين . كتبت موضوع تحت عنوان عربية تحت المخدة …. فعندما زارت زوجة البشير الاخيرة الاخت صفية زوجة الدكتور ابراهيم عبيد الله محافظ القضارف دهشت لنه لم تكن لصفية سيارة . وببساطة اعطتها السيدو وداد زوجة الرئيس سيارة ولو كان اخي ابراهيم حيا لما قبل . صدق الشيوعي ابراهيم صالح .
من موضوع عبد الوهاب عثمان فريد عصره …. اقتباس
لست أدري والله حتى الآن السبب المباشر الذي أدى إلى عزل العالم الاقتصادي الفذ الدكتور عبدالوهاب عثمان من منصبه كوزير للمالية والذي شغله في السنوات الأخيرة من القرن الماضي بالرغم من أنه أنجز ما لم ينجزه أي من نظرائه في عهد الإنقاذ، فقد تمكن الرجل من إدرة الاقتصاد بفاعلية مدهشة في ظروف قاهرة وغير مواتية كان من أبرز تجلياتها نجاحه في كبح جماح الدولار الذي شهد قبله صعوداً وتمرداً وخروجاً عن الطوع لا يختلف البتة عما نشهده في هذه الأيام النحسات.
على أنّي أرجح سبباً ربما كان وراء الإطاحة بالرجل الكبير هو أننا في السودن لا نملك الإرادة السياسية التي تجعلنا نحتمل سداد فاتورة الإصلاح وضريبتها الباهظة كشأن الطبيب الذي يتردد في إجراء عملية منقذة للحياة خوفاً من الألم المبرح الذي ينتج عنها فلا غرو ألا تحتمله مراكز القوى أو ما سماه وزير المالية الحالي بالدولة العميقة التي تقف حجر عثرة في طريق كل إصلاح في كل شأن من شؤون وطننا المغلوب على أمره.
إلى أن صعد إلى وكيل وزارة المالية قبل قيام الإنقاذ، ثم واصل صعوده إلى أن تبوأ المنصب الذي تأهل له بخبرة لا تجارى وأحدث فيه ما ظللنا نفتقده منذ أن غادره بفعل أعداء النجاح الذين سيظلون العائق الأكبر أمام المسيرة الوطنية ما لم ينصلح المناخ السياسي الذي يكسرهم ويفرض منهج الحكم الراشد على واقعنا السياسي المأزوم.
جاورته في حي الصافية بالخرطوم بحري لمدة عام تقريباً وأقسم أني لم أسبقه في يوم من الأيام إلى صلاة الفجر فسألته ذات يوم : متى تأتي إلى المسجد أيها الرجل ؟ ياخي خلينا مرة واحدة نسبقك فأسرني بما أشعرني بتفاهتي وقلة تديني والله العظيم، فقد قال لي إنه يأتي إلى المسجد في الثالثة صباحاً كل يوم ويقرأ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم في اليوم، فقلت له معقباً : طبعاً هذا حدث بعد أن غادرت وزارة المالية فقال : لا والله فقد ظل هذا ديدني حتى عندما كنت وزيراً.
حدثني د.حسن أحمد طه أن مستثمراً كورياً جلس ذات يوم إلى عبدالوهاب عثمان وعرض عليه عمولة أو قل رشوة كشأنهم مع الوزراء الأفارقة، فما كان من عبدالوهاب إلا أن قام من كرسيه والشرر يتطاير من عينيه وتوجه نحو الكوري ليفتك به فقام الكوري وجرى خارج المكتب وجرى عبدالوهاب خلفه ورأى الموظفون الوزير جارياً خلف الرجل في الممر مطارداً إياه إلى أن تدخلوا ليعيدوا عبدالوهاب إلى مكتبه
نهاية اقتباس
هذا الرجل النظيف يريد حسين ان يلوث سيرته . والقضية البترولية لا دخل لها بعبد الوهاب عثمان هذا شعل وزير الطاقة ومحل المأكلة والجاز وممتلكاته عنوان للفساد . عبد الوهاب وفف امام الكيزان وقال مسمار بدون رخصة ما بيخش البلد دي . بعد استقالته هلل الكيزان واحتضنوا بعضهم طربا وهو يهتفون ….. بلا وانجلا …. بلا وانجلا . ودورتم يا حسين في البلد سف وقرش . خمو وصروا الخوف الخلاك الليلة تهضرب ذي امينة الصندوق الاكلت الختة.
الطيب مصطفي قد كتب كذالك ان عبد الوهاب قد لامه وحذره عندما كانوا يشترون الدولار للقناة التلفزيونية لمحاربة الدش والقنوات التي تنور الشعب وتكشف جرائم الانقاذ . وعندما بدأ البعض في النباح ،طوح لهم عبد الوهاب بمفتاح العربة وذهب الى منزله . حرام يا حسين تبهت في الراجل العظيم ده . وانت تكذب لانه غير موجود ولكن انا اليساري سادافع عنه دائما لانه رجل فريد .
طيب يا حسين عرفنا موضوع البيت ، القناة دي عملتها كيف ؟ ولا كنتا بتوفر من حق الفطور !! انحنا ناس امدرمان بنعرف الغنمايتم ولدت . يا بالسلا المعلق في اللالوبة ولا لمن يترعوا لبا .
نرجع با حسين لى قهوة شديد . مبنى القهوة والدكاكين الجمبها ملك للتاجر الامدرماني العظيم العم هريدي والذي عرفه كل السودان . انا في اعالي النيل سحب سائق المجروس شاهين كرتا وفتح . وقال …. ده كرت حمار هريدي ما يشيلو . حمار العم هريدي كان يضرب به المثل . عندما كنا نمون جيش الامارات بالمواد الغذائية في السبعينات كان الضابط هريدي المعار للامارات المسؤول . وهم من اعظم الاسر الامدرمانية ، لهم التحية . الاخ موسى ناصر ود نفاشفي بداية شبابه قديما كان يذهب الي العم هريدي ويعرض عليه اخذ الحمار للبرود في ابروف . ويتلقى بعض المال بعد فترة اتي البعض وباركوا للعم هريدي ربح الحمار في الكرتلة . الجميع دفع ريالا في الكرتلة او اليانصيب . وعند السؤال قال ود نفاش الكرتله فتحناها والحمار كسبو عم هريدي . ولروح امدرمان وعظمتها اكتفى الجميع بالضحك هل يعرف الكيزان يا حسين روح امدرمان ؟
يقول حسين انهم 98 % من سكان السودان . هل في 10 % من ناس امدرمان معاكم يا حسين ؟ هل ناس جنوب النيل الازرق ، جبال النوبة ، ناس كجبار ومن حولها معكم يا حسين ؟ هل ناس البحر الاحمر ومن نهبتم ذهبهم وبعتم ميناءهم وسرقتم اراضيهم معكم ؟ وانتم من صمتم عن فصل اهلهم في شلاتين وحلايب معكم ؟ هل اهل الشمالية والذين حرقتم نخليهم وادخلتم فسائل النخيل الملوثة الى اراضيهم معكم ؟ ماذا عن اهل دارفور والذين يحتقر طلابهم ويعتبرون مستحقين للتصفية والقاء جثثهم في الطرقات والترع معكم يا حسين ؟ وماذا عن الزرقة واهل جبل مرة والذين اتيتم لهم بالمرتزفة من وراء الحدود ؟ هل سكان المعسكرات في دارفور معكم ؟ لقد قام سوري بشراء منزل المحجوب ب 700 الف دولار في دلالة . هذا هو المنزل الذي تقابل فيه ناصر فيصل وبقية الملوك والرؤساء . لماذا لم تحافط عليه الدولة ؟ ومن اين للسوري بهذا المال هل احضره معه ؟
كم هو عدد الناس الذين يتدافعون كالمجانين لدخول البنوك لكي يجدوا ملاليما من حر مالهم ، هل هؤلاء معكم يا حسين ؟ انهم يلعنوكم كل دقيقة . ان اكثر من نصف الشعب امي وفي مناطق نائية . بعضهم لم يسمع بكم هل هم من الكيزان . هل الوطاويط والبيقا في تنظيمكم ؟بالمناسبة هذه قبائل سودانية في شمال السودان . اوعك تفكر تبقى دلالية لانو الدلالية ذي حبوبتي زينب بت الحرم كانت بتعرف كل الحساب والزباين في راسها . انت يا حسين ما يتعرف الحساب . وبعدين مشكلة الشعب السوداني ما مع المسلمين لاننا جميعا مسلمون وانحنا ما عندنا مشكلة مع من يؤمن بفكر الاخوان المسلمين لكن الناس مشكلتها يا حسين مع الحرامية وانت منهم ومن كببارهم . وهؤلاء عندهم مشكله حتى مع بقية الاخوان المسلمين . انت متذكر كلام يس عمر الامام الذي ندم قبل موته على مشاركته في تأسيس تنظيم الاخوان المسلمين ، ولا اكتبوا ليك هنا ؟ البروفسر مالك بدرب ترككم من زمان وانا قد لمته لعدم كشفكم وسبب ابتعاده واكتفى بالسكوت وهذا خطأ . هل يعقل يا حسين كل الناس الطلعت وانضربت واتسجنت وماتت والنساء الائي خرجن وتعرضن لكل اسقاطاتكم معكم ؟
اليمانية في الكنتين اشتروا وقة لحمة لاول مرة بعد فترة . عملوا حلة . مصلح رجع لقى الحلة نضيفة سأل عن اللحمة صالح قال له ….اكلتهاالهرة . مصلح ختا الكديسة في الميزان طلعت وقة ؟ قال لصالح …. يا صالح هذه اللحمة اين الهرة ؟ اذا قلنا ال2% ديل المسيحيين مثلا اين بقية الشعب السوداني الكاره للكيزان ويخرج الآن في الشوارع ؟ لكي يتأكد الجميع ان حسين كذاب رددت علية باربعة مواضيع يمكن قوقلتها تحت عنوان . رسالة الى حسين خوجلي …
اقتباس
الاخ حسين ذكر في برنامجه التلفزيوني انه كان يجلس في قهوة شديد . انا اعرف انه لم يكن في استطاعته ان يجلس في قهوة شديد . وليحكم القارئ. كنت اجلس بانتظام في مقاهي ام درمان .
ولقد تعلمت الكثير عن مجتمع قاع المدينة مثل التراث والحكاوي والقصص. أكثر مقهي كنت أجلس فيه كان “مهدي حامد” الذي كان في الجانب الشمالي من ميدان البوستة في أم درمان . ولمهدي حامد مطعم في زقاق الأسكلة كذلك . وكنت أتواجد كثيرا في النهار لان أصدقائي الملاكمين عبد الرحمن ككس والطيب عجوبة يعملان كعجلاتية في الميدان . ويجتمع كثيرا من الملاكمين وحملة الأثقال والرياضيين في هذه المنطقة .
قهوة شديد كنت اذهب لها كثيرا في المساء وهذه القهوة اشتهرت بتواجد اعتي أشداء أم درمان فيها ولقد أغلقت عدة مرات بسبب شجارات دموية او بواسطة الصحة بسبب الاذدحام وعدم وجود منفذ للهواء. فالمقاهي عدة أنواع المقاهي الصغيرة التي في شكل دكان لتزويد الناس بالشاي والجبنة والينسون والجنزبيل والقرفة والمبردات للعاملين في السوق كما في سوق الشوام زقاق الصابرين ، سوق العناقريب ، القصيرية، الملجة وسوق الجلود ، سوق المراكيب وسوق الصياغ وسوق العدة والطواقي. وهذه المقاهي تغلق في المساء . وعادة يذهب الجرسونات بالصينية إلي الدكاكين ثم يجمعون الجبنة والكبابي بعد الفطور أو الغداء أو يرسل التجار صبيانهم لإحضار الشاي والجبنة. وهذه قهاوي مشروب .
وهنالك قهاوي مشروب وملعوب وعلي رأسها كانت قهوة شديد وقهوة ود الأغا وقهوة مكي وقهوة السماني في الملجة المواجهة لمطعم صبير ومهدي حامد وقهاوي حريق خلف مكتب البريد الحالي .
قهوة شديد أغلقت في فترة بواسطة سلطات الصحة لأنه ليس لها منفذ لتمرير الهواء لأنها تفتح في اتجاه واحد . إلا أنها فتحت بعد أن تفتق ذهن أصحابها عن حل جميل فاشتروا مخزن الدكان الذي يفتح علي المحطة الوسطي وأزالوا العرش وعرفت تلك الغرفة باسم (عرشو سما) ولم يكن يجلس فيها إلا المعلمين والمميزين وكبار الركيبين ويسعدني أن أقول أنني كنت اجلس في هذه الغرفة بانتظام .
للقهوة عادة معلم واحد أو اثنين . فإدارة القهوة والتوفيق بين الناس فن وهنالك معلم ملعوب وعادة هو رجل شجاع قوي باطش. ولكنه يفشل إذا كان يستخدم قوته وبطشه في كل مناسبة . وفي الستينات حدثت دربكة ومعارك ومشاكل كبيرة لم يستطع المعلم شديد حصرها وتكون مجلس حرب لان مشاكل شديد انتقلت إلي مقهي العربي المجاور في نفس زقاق جامع أم درمان العتيق . ولم يكن في الإمكان إعطاء المنصب إلي عم الشيخ بالرغم من انه قد افني حياته في المقاهي كركيب وله لحية بيضاء ووجه صبوح يحترمه الناس ولمنهم لا يخافونه .
ولم يكن في المكان إعطاء المنصب لود النوبة فلثد كان كثير العراك شاهدته في أكثر من معركة دموية وكان من المرشحين ود فؤاد وهو شقيق لاعب الهلال ود فؤاد وكان قويا ضخما يميل لونه إلي البياض ، وكان هنالك صديقي المعلم قدورة الذي اشتهر بالأناقة والشياكة إلا انه لم يكن يتمتع بالقوة الجسدية .
ورسي العطاء علي صديقي عبد الفتاح وهو طويل يميل لونه للسواد بضحكة مميزة لا يستعمل قبضته إلا نادرا . وكان يقول لي : والله يا شوقي ناس أم درمان ناس أولاد ناس . أنا من مدني وناس أم درمان قبلوني وحسسوني أني واحد منهم . وهذه روح أم درمان . وعندما تركت أم درمان كان عبد الفتاح لا يزال متربعا علي عرش قهوة شديد .
في وحول قهوة شديد حدثت جرائم وأحداث غريبة ، في الفضاء الذي تواجد شرق القهوة كان هنالك مصنع الأرمني نظريت أميريان وكان المصنع الوحيد لصناعة الليمونادا بعد توقف مصنع الشنقيطي، وهذا الفضاء فيما بعد صار يشمل إستديو دينو للتصوير و مكتبة الثقافة لصاحبها الأديب عثمان بدري ومحلات جلي للأدوات الكهربائية ومحلات جبورة للملبوسات الجاهزة وأماكن أخري . ولكن عندما كان هذا الفضاء فارغا أو مباني تحت التشييد تعرض بعض المارة لحوادث نهب واغتصاب كذلك . وكانت أصابع الاتهام تشير إلي رواد قهوة شديد .
أذكر حادث اغتصاب شاب بواسطة اثنين من رواد المقهى احدهم كان يقف متربصا في زقاق الجامع مررت به أنا وعبد الفتاح وحذره عبد الفتاح قائلا يا “فلان” ما تكون واقف هنا عايز مشاكل . وتحسس زراعه ليتأكد أنه لم يكن يحمل سكينا . وفي نفس الليلة قبض علي اثنين من رواد المقهي وحكم عليهم بخمسة سنوات سجن بتهمة الاغتصاب ، وهذا الشخص كان من فتوات أم درمان وكان حارس مرمي لأحد فرق الليق . الملاكم واجه نفس الحكم ونفس التهمة واختفي من أم درمان. المقهي فقد اثنين من رواده احدهم الرجل الجنتل مان والملاكم محمد ألفي الذي كان يدربنا الملاكمة في نادي المريخ ثم انغمس في الشرب وحسم معركة مع صديقه سالم في هذا الزقاق بدأت باليد وانتهت بأن طعن ألفي صديقه سالم أحدي عشر طعنة . وعندما شنق في سنة 1964 مشي للمشنقة بثبات فزغردت شقيقته حواء جاه الرسول (حواء الطقطاقة) وشنق اثنين من رواد المقهي هما كرنقو و ود أم شطور لقتلهم رجل بوليس كان يضايقهم ، وذكر لي الدكتور محمد محجوب عثمان أنه عندما كان يؤدي حكم بالتأبيدة في سجون عبود لاشتراكه في محاولة انقلاب علي حامد وعبد البديع أن كرنقو كان ثابتا ومشي بابتسامة إلي المشنقة .
بخصوص قهوه شديد وقهاوى امدرمان اؤكد ان الاستاذ حسين خوجلى لم يكن يستطيع ان يتواجد فى قهوة شديد او قهاوى امدرمان قديماً .
آل شديد من اعلام امدرمان . وكانوا يؤدون واجبهم الامدرمانى بتفانى . وفى المآتم يقومون بمسك الطابيه . والطابيه هى مكان عمل القهوه والشاى والخ . والقهوجى يستطيع ان يدير كل القهوه للمأتم وآلاف الزوار . وهذه العمليه يصعب على النساء ادارتها . وفي القهوة يتكفل بها الرجال مثل جلوال وقسم ونواى وعشرات الآخرين .
اصحاب قهوه شديد لم يكن لهم صله بالاجرام او المجرمين . ولكن المقاهى كانت لامه . من اللذين كانوا يتواجدون معنا فى المقاهى عباس رويال . وكان يمارس البلطجه والنهب وتخصص فى زوار رويال وهو مكان شرب الخمر فى الخرطوم يقصده ذوى الدخل العالى . وكان يترصد لهم فى الليل خاصه اللذين يقصدون اماكن شراء المتعه . وفى احد الايام اصطدم بالضابط ابو الدهب . الذى كان يعرفه من سجن كوبر . وعندما عرف انه ابو الدهب فى ليل الخرطوم الحالك اعتزر وربما لانه كان يعرف ان ابو الدهب كان يحمل مسدساً . وحذره ابو الدهب قائلاً انت يا عباس حتموت بالطريقه دى . واتت نهايته على يد شاب نحيف صغير السن . تتبعه عباس رويال بعد عمليه بيع بهائم وفى القماير حاول عباس المتعطش للمال ان يخيف الشاب الذى لم يمهله وقام بفتح بطنه كما قالوا من حلقه الى صرته . وبعض الاطباء وطلبة الطب كانوا يحكون عن جسمه القوي عندما شرحوه .
من الزوار كان المحرق . الذى كان لطيفاً مع المساجين السياسيين فى سجن كوبر . وكان يطبخ لهم الاكل . والمشكله انه مع اثنين حاولوا نهب افندى الا انه قاومهم بعنف . مما جعلهم يظنون انه يحمل مبلغاً كبيراً . واخرج المحرق سكينه لاخافه الافندى الا انه واصل القتال بشراسه . واراد المحرق ان يضربه بقعر السكين الا ان نصل السكين اخترق عنق الافندى . ولم يكن المبلغ يذيد عن الحنيه الا قليلاَ ..
من الزوار كان كذلك سالم وهو من حمله الماده 77 أ وهذه الماده تعطى اى قاضى الحق ان يعطى حاملها خمسه سنوات سجناً لاقل جريمه وهذه الماده تصاحب مترددى الاجرام . واذكر اننا مره فى القهوه قد حسبنا خمسه من حمله هذه الماده الا ان احدهم انكرها بشده وكأنها مرض عضال . وسالم والماده اعطونى ماده لكتابه قصه قصيره بعنوان الماده وهى احدى قصص مجموعتى القصصيه المشبك .
سالم كان رجل كسر لا يتعامل الا مع الخزن . وقد نقبوا سقف الدكان غرب قهوه شديد المواجه للمحطه الوسطى . وهم فى طريقهم خارج الدكان اعترضهم رجل شرطه . وبالرغم من عرض مبلغ كبير عليه وان الدنيا قبايل عيد لم يقبل لانه حسب قوله كان حالف اسم الله . واضطر سالم لضربه بالعتله الصغيره على رأسه وتركوه مجندلاً وانتهى الامر بأن صار معاقاً ولم يجد اى اهتمام من السلطه وكان بعض الناس يقولون يستاهل .
من الذين كانوا يتواجدون فى قهوه شديد موسى ناصر المشهور بود نفاش . واليه تنسب اغلب نكات الاربعينات والخمسينات والستينات . وهو خال اصدقائنا وجيراننا محمد وعبد الرحمن احفاد الشيخ دفع الله الغرقان صاحب القبه فى وسط امدرمان . ولان موسى كان يعمل فى بار ليمنيوس اليونانى الذى فى ناصيه قهوه شديد فلهذا لم يتعرض بار ليمنيوس لاى عمليه نهب او سرقه . فكل اهل امدرمان من اشرارها واخيارها يحبون موسى ود نفاس بل ان السيد عبد الرحمن كان يستدعيه فى بعض الاحيان ويسأله عن ماذا يقول الناس فى الشارع فى امدرمان .
كان يجالسنا فى قهوه شديد ( افراج ) . وشاهدته لاول مره فى يوم 27 رمضان وهو لا يزال يرتدى ملابس السجن ومكتوب على قميصه بالكوبيا افراج وكان يجلس ويلعب سيف فى القهوه . وفى نفس الليله اشترك فى مشاجره انتهت به الى السجن وصار يعرف بافراج .
فى 1964 ظهر فتوة مدنى الاكبر الذى كانت له شهره فى كل السودان عوض حلاوه . وكان منظره بالكسكته فى الليل وضخامه جسمه تثير استغراب الناس . وبالرغم من مناشده صديقى الملاكم كيكس كان يرفض خلع الكسكته حتى فى الليل وفى مجالس الشرب . وعوض حلاوه هو الذى اصاب نميرى بشج فى رأسه عندما كان النميرى يدرس فى حنتوب . ثم تصافيا وصارا اصدقاء . الا ان النميرى انتقم منه بواسطه الامن عندما صار رئيساً للسودان .
فى قهوه شديد مات عم الشيخ وكان فى السبعين من عمره بلحيه بيضاء دائره . واتهم ود النوبه وآخرين بقتله وافرج عنهم بعد اتضح ان الوفاة طبيعيه . عم الشيخ حضر فى احد المرات وبعد ان حيانى وود عجيب جلس . فقرص اجد الشباب سجارته تأدباً . وعندما طلب عم الشيخ الفوطه وهى قطعه القماش باللستك التى يستعملها الركيب لغطاء الطربيزه . واخرج الكوتشينه من جيبه التقط الشاب سجارته بعد ان سب …. فضحكنا وضحك عم الشيخ .
الركيب كان يرفع ثلث الربح للمعلم . والركيب قد يكون عنده ركيب ركيب ا و ركيب صغير يرفع له النص وهو يرفع نص النص للمعلم . وكان هنالك اربعه ركيبين فى قهوه شديد . احدهم عبد العزيز النتحدي الذى نسى الفوطه على الطاوله . وهذا يعنى انه مسئول عن الخساره او الربح . مما جعله يطلب منا الرجوع من ود نوباوى بسرعه . ولحسن حظه وجد ( الخميره ) وهى راس مال الركيب قد زادت خمسه وسبعين قرشاً هؤلاء الناس اللذين كانوا يرتادون المقاهى . كانوا يمارسون الولاء والاهتمام ويتعاملون مع بعضهم البعض بشرف وامانه بالرغم من انهم مجرمون ومجتمعهم لا يخلو من الملح والمفارقات اللطيفه . فعندما ذهب شديد مع العربى للحج . تركا القهوتين المتجاورتين للمعلم قدوره . وبعد عيد الاضحى كان العمل متوقفاً . وكان يقول ان الدوده تجد رزقها بين حجرين , انا معلم قدوره ما لاقى رزق بين قهوتين . وكان يأتى احد الشحاذين الملحاحين اللذين لا يقتنعون بالله كريم و يقول اى انا عارف الله كريم لكن برضو ادونا حاجه . وفى احد الايام تجاهله المعلم قدروه . فلكز الشحاذ المعلم قدوره قائلاً ( عندك حاجه لى الله ) قال معلم قدوره ( اى انت ماشى ليه متين ) المعلم قدوره كان شجاعاً وعندما احتد مع احد القضاة قال القاضى للمعلم قدوره انت راجل وسخ فقال المعلم قدوره انا معلم قدوره بستحمه مرتين فى اليوم انتوا فى بلدكم ادبخانات مافى ب ….. ذى الغنم . وانتهى الامر للمعلم قدوره بالسجن . والمعلم قدوره كان من اكثر الناس اناقه . وعندما شاهد ولده فى الشارع متسخاً اخذه لداخل الدار ووضعه على الطاوله ونادى والدته بعد ان اخرج السكين وقال لزوجته ورينى نصك ياتو عشان انا نصى عاوز اشطفوا وانظفوا ما ممكن الولد الوسخان ده يكون ود المعلم قدوره .
من الذين كانوا يجلسون فى المقاهى طافى لمبه . وهو رجل كريم العين قاسى الملامح ( ما يقال عليه صارم ) . عندما كان الدكاتره مختار الشيخ ومختار عبد الله يتخصصان فى براغ سمعتهم يتحدثون عن قصه شنقه فى سجن كوبر عندما كان دكتور مختار يعمل فى سجن كوبر . وعندما كان طافى لمبه يجلس فى احد الانادى كان ثلاثه من الموجودين يشربون الخمر وبداوا بالتعليق على عينه والسخريه منه امام صاحبه الاندايه . وعندما خرج احدهم للبول لم يرجع . وعندما لم يرجع الثانى بعد فترة احس الثالث ان فى الامر شيئاً فبداً فى الصراخ وتجمع الناس وقبضوا على طافى لمبه . واذكر ان دكتور مختار كان يقول انه كان عدائياً حتى نحو دكتور مختار عندما نكون فى طريقنا الى قهوه شديد من اجد المقاهى الاخرى ويسأل شخص ماشين وين ؟ كنا نكتفى بجمله عرشو سما . وكما اوردت لان الغرفه الداخليه فى المقهى كانت بلا عرش كمنفذ للهواء . وفى هذه الغرفه كان يجلس المعلمين وكبار الركيبين . او نقول لبنو بره . لان قهوه شديد كانت القهوه الوحيده فى امدمان التى كانت بييع الشاى فى كبايتين . كبايه مليئه بالشاى الاحمر وكبايه فيها حوالى قيراطين من اللبن حتى يضيف الانسان اللبن حسب مذاجه .
من الاشداء اللذين كانوا يجلسون فى المقاهى الملاكم رزيق معبد وصديقه العملاق فيصل . عبد ( بضم العين ) الذى كان قوياً بطريقه مبالغ فيها . وعندما لم يرد على احد الشحاذين دفعه الشحاذ فى خاصرته فانتبه مزعوراً . وقبض الشخاذ من يده التى انكسرت كأنها قشه كبريت . ولفترة كان عبد يمر علينا وهو يحمل دجاجه لكى يطبخها فى المنزل ويأخذها للشحاذ فى المستشفى , كما كان ياخذ له الترمس واعطاه مبلغاً من المال .
ومن الزوار ابن حى السروجيه حسن دينق الذى كان ضخماً ويبدو كقاطره بشريه وهو شقيق الفنان محمود دينق وعبد الحفيط دينق . وفى تمارين الملاكمه وجه ضربه لفيصل الخير الذى صار فيما بعد صاحب اجمل الاجسام فى حمل الاثقال وكمال الاجسام . وعندما غطى فيصل خير الضربه بالرغم من قوته انكسرت يده . فيصل صار من مغنى الحقيبه . وحسن دينق صار فيما بعد شيالاً لمرغنى المامون واحمد حسن جمعه ثم قنان حقيبة وان كان سائقا في البلدية . وانتقل حسن دينق الى السعوديه ومات هنالك كما عرفت من اخى عبد لرازق اسحق . ( ابو رزقه ) .
نهاية اقتباس
لا ادري لماذا يكذب حسين دائما ويحاول ان يعطي فكرة خاطئة للمشاهد او القارئ . مشكلة اوربا ان لها انتاج فائض من اللحوم البيض الالبان السكر السمن البلدي الزيوت القمح الشعير والشوفان البطاطس الخ وبعض الدول الاوربية تعوض المزارعين لامتناعهم عن الانتاج لكي لا يتعدوا الكميات المحددة لهم . وتكون المشكلة ان بعض الدول الاوربية تبيع لافريقيا باسعار متدنية مما يضر بالانتاج الافريقي الذي لا يستطيع ان ينافس الانتاج الاوربي الضخم . السودان يشتري الحليب الجفف ب150 مليون من اوربا . وحسين يقول زراعتها معطوبة . ان اوربا تدفع المليارات كل سنة لافريقيا آسيا وامريكا الجنوبية . وهذاقرار له اكثر من نصف قرن يلزم كل الدول المتطورة بدفع واحد % من دخلها القومي للدول الفقيرة مثل السودان . والدنمارك قد بنت السدود ، الحفائر المستشفيات ومحطات الكهرباء . ونفذت الخطوة الاولي من مشروع مياه الجزيرة، يمكن قوقلة شوقي بدري دفاعا عن الدنمارك . ولكن رفضت الانقاذ مجانية الماء . واحتج الدنماركيون ولكن الكيزان لا يؤمنون بالبلاش لانه يسبب لهم الانكراش . سمعت واقول سمعت فقط انه وصل طاقم دنماركي لتركيب محطة كهرباء لعطبرة ، ولكن الانقاذ كان عندها غبينة مع اهل عطبرة فقام عميد كوز اظن ان اسمه عبد المجيد بتلفيق تهمة السكر للدنماركيين وجلدوا ، فتركوا السودان . في 1977 اتصل بي الاخصائي عبد الرحمن عبد الحميد عثمان لمساعدة وفد طبي دنماركي للحصول على تأشيرة دخول للسودان لبداية حملة لاصتئصال السل من شرق السودان . رفض السفير عبد اللطيف والقنصل محمدمضطفى المجذوب في السماح لهم بالذهاب الى شرق السودان . ومصر لاتزال تجد القمح بدون مقابل لسبعين سنة . ان زراعة اوربا ليست معطوبة ولكن راسك انت يا حسين وبقية الانقاذيين .