استقيل يا فيصل لأجل تأريخك وزملاءك

د. عثمان الوجيه
السودان : تشمييع قنوات وإذاعات “إسلامية” وصحف،، إستقيل يا فيصل لأجل تأريخك وزملاءك ..!!؟؟

لست متناقضاً وأنا الذي كتبت قبل أسابيع مطالباً بمحاسبة عبد الحي يوسف بعد إعتراف البشير “قضائياً” بتسليمه مبالغ مالية لقناة طيبة، ولكني اليوم أقف ألفاً أحمر ضد قرار إغلاقها، وهي القناة السودانية الوحيدة المتخصصة في الشئون الدينية، في الوقت الذي كانت فيه قنواتنا الحكومية تبث “الحفلات والمسلسلات والمسابقات وإلى اْخر الفسوق !”حتى التي نافستها كانت تبث من شاكلة “الفتة أم شطة حمتني النطة والفتة أم توم حمتني النوم والله حي قيوم ؟” لا لا.. لماذا تغلق فضائية الشروق وهي التي ولدت بأسنانها -مهنية وإمكانيات- في زمن كان فيه الإستثمار في الإعلام أشبه بالجنون وصمدت بشاهدة المشاهدين الذين هجروا شاشاتنا الحكومية، بالله عليكم.. أي منطق أن تغلق إذاعة القراْن الكريم fm102 الخاصة وهي التي أمتعت المستمعين بالقراءات المتعددة التي لم تعرف بها إذاعة القراْن الكريم fm105 الحكومية “التي سجنت مستمعيها على قراءة حفص فقط !” كلا.. لن نقبل بإغلاق صحيفتي -السوداني والرأي العام- اللتين تتلمذ فيهما معظم نخبنا الصحفيين -الموجودين حالياً في الساحة- من كافة التيارات والأحزاب -من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار- فأي ثورة -مسروقة / هذه- نعترف بها، وهي تطفئ شموع المعرفة وتُحارب الإعلام وتُشرد أُسر قبيلته، بربكم.. كيف نهضم قرار “التشمييع!” بزعم أن “هناك حصر عن تمويل 5 مؤسسات إعلامية بطريقة غير مشروعة من النظام البائد ؟” هب أن النيابة لم تتوصل لدليل يدينها -أو قل أي منها- فلماذا هذا الضيم بأن يُحكم عليها مُسبقاً والقاعدة القانونية تقول -يظل المُتهم برئ حتى تثبت إدانته- فلماذا لم تحقق النيابة والمؤسسات تعمل ومن يثبت إدانته يُعاقب، أم ما لكم كيف تحكمون.. هناك أُسر ستُشرد بهذا الظُلم ولن ينصفها القضاء لاحقاً، نموذج واحد وهو : بعد أن أنصفت ثورتنا -المسروقة- مفصولي الصالح العام في العهد البائد وقف أمامهم عائق السن أي لا يجوز إعادة أي موظف للخدمة العامة تخطى الـ 65 وعلى ذلك قس في قرار الإغلاق المعيب هذا الذي أعادونا به لعصور -النميري والبشير- وما أدراك ما تأميم الصحافة وكبت الإعلام وقمع وحجر الرأي، كررتها مراراً.. انا ضد “كنس اْثار الإسلاميين بهذه الطريقة التي تحارب الإسلام !” هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي : قبل أسابيع كتبت مقال عِبت فيه على -البروف عمر القراي / رئيس لجنة تطوير المناهج : التي تُطالب بسحب الاْيات القراْنية من المناهج- فهاتفني -صديقي / وجدي- وقال لي “لماذا تُناد بالعلمانية وتعيب على القرار ؟” فقلت له “لا زلت عند رأيي الذي لن أتزحزح عنه وهو : المطالبة بعلمانية السودان وأتمنى أن أرى المسجد جوار الكنيسة في شارع البار أمام الملهى وكل يُحاسب نفسه بنفسه وبحرية تامة ولكن هناك تقاليد تربينا عليها ستكون -خط أحمر- !” ولما وقع على عيني قرار “التشمييع !” هذا أدلوت بدلوي في وسائل التواصل الإجتماعي فهاتفني -أبي عثمان الوجيه / نفسه- وقال لي “أعرفك حينما كنت في الخرطوم كانت ذاكرة هاتفك مليئة بالأغاني وأنت الاْن في الخارج والإذاعة محلية !” فقلت له “أنا لم أُخصص قلمي للدفاع عن نفسي فقط ؟” فقال لي “إحنا دايرين حرية !” فقلت له “البون شاسع بين الحرية والإنطلاقة ؟” لأنه : تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين Your freedom ends when the freedom of others begins وعلى قول جدتي “دقي يا مزيكا !”.

رسالة : حينما اُعلنت حكومة المرحلة الإنتقالية -التي لم ولن أعترف بها- هاتفت -الشقيق / فيصل محمد صالح- وطالبته أن يهنأني هو لإختياره وزير للإعلام وفسرت له سبب فرحي لأنه من القبيلة ويعرف أسرارها لأنه ظُلم مراراً وشاهد ظُلم من سُجنوا وشُردوا وحُرقت شخصياتهم لذلك لا يحتاج لأن يُذكر أو يُنبه بما يفعله من أول -ثانية وزارية- لكن.. الاْن فضلت أن تكون رسالتي له مكتوبة ومنشورة لأن التأريخ سيسجل لك “تشمييع !” 5 مؤسسات إعلامية “قبل أن تكتمل التحريات وبدون أمر قضائي إستوفى كافة مراحل التقاضي !” وأنت يا سيادة الوزير لم تقبض مرتب الشهر الرابع ولكن شُردت أُسر زملاءك الذين كنت معهم قبل مائة يوم تتناولون -البوش- أمام البقالات بالطرقات وجالسين على -صناديق البيبسي- الذي لم تشربوه لأن ما تبقى في جيوبكم من -فكة- بالكد يكفيكم لـ -جبنة أبو تِكة في البروش- والله كريم على -حق الركابات- ولكن.. التأريخ نفسه سيسطر إسمك بأحرف من نور إن إستقلت من حكومة -الفشلة / هؤلاء- الذين أعادونا لما ثُرنا لأجله وهو مصادرة الصحف من المطابع وإيقافها عن العمل بدون سبب والمنع من النشر ومطاردة وتشريد وسجن الصحفيين، الكُرة في ملعب سعادة الوزير، ولتكن رسالتي كـ -شهادة لله والتأريخ والمجتمع- اللهم إني قد بلغت، اللهم فأشهد.

خروج : الأمارات تستعين بضابط مخابرات إسرائيلي -سابق- بضغط أمريكي للإستحواز على مواني السودان مقابل رشوة قدرها -5 مليون- وقبل أن يقول سُكان بورتسودان -شالوم سايبير- تذكروا هيئة مكافحة الفساد الماليزية تكشف عن تسجيلات صوتية توضّح تورُّط ولي عهد أبو ظبي إبن زوجة محمد بن زايد.. ولن أزيد والسلام ختام.

د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر
YOUTUBE GOOGLEPLUS LINKEDIN TWITTER FACEBOOK INSTAGRAM PINTEREST SNAPCHAT SKYPE :- DROSMANELWAJEEH

قد يعجبك ايضا