الهوس الديني أعمى البصيرة وأعمى البصر

إلهام عبدالخالق

حين سئل قاتل المفكر المصري فرج فودة في المحكمة لماذا قتلته، رد قائلا بسبب كتبه . فسأل القاضي القاتل ” و ماهي الكتب التي قراتها للقتيل وادت بك الى قتله” كان رد القاتل انه لم يقرأ منها شئ.
هكذا هو الهوس الديني اعمي البصيرة واعمي البصر . عندما نتحدث عنالهوس الديني نعني حالة الهستيريا المسببة بسبب تملك الشخص المهوس حالة تهئوية ناتجة عن تصور قاصر ان الرب قد وضع علي عاتقه مهمة ضخمة وهي حماية دين الله وانه هو صوت وسوط الله في الارض. وفي الحقيقة الله جل جلاله في غنى عن هؤلاء المهوسين وغيرهم.

والمتابع لحالات الهستيريا التي تتملك المهووسين دينيا بكافة الوان طيفهم يكتشف ان اهم صفات تميزهم هي:-

اولا الجهل التام بموضوع الهوس الآني او بالاصح الغضب الاعمي والمدفوع بالجهل والتجهيل كما في حادثة قاتل المفكر فرج فودة الذي قتله بسبب ما يكتب وهو لم يقرأ له حرفًا واحدا. وربما لو قرأ وامعن لاكتشف أن فرج فودة كان يخشي ان يصيب الدين ما أصابه فيما بعد على ايدي عصابات الجماعات .

ولدينا في حادثة الكوميديا الغثة للمدعو ” فضيل ” خير مثال . فأجزم انه لم يطلع على حرف واحد من اتفاقية سيداو ولو سالته الان اي البنود نصت علي ما قلته لأجاب كقاتل فرج فودة انا لم اقرأها ولكني اعلم ان كل ما يأتي من امريكا هو اثم وفجور. ولمزيد من السخرية ان امريكا لم توقع على سيداو ولا على اتفاقية حماية الطفولة لاشياء في نفس يعقوب ليس من ضمنها ان الاتفاقية اعطت النساء اقل مما يستحقن كما يشاع. ولهذا مقام حديث اخر .

وثانيًا:- إن جهالة علماء السلطان وزبانيتهم لا تتبدي فقط في جهلهم بالدِّين والدنيا ولكن اكثر في بنية وعيهم التناسلي التي تبين لهم انكل حديث عن حقوق النساء لهو صرخة وهجمة علي ” الفضيلة” تلك الفضيلة التي مُرغ انفها ثلاثون عام تحت انوفهم وظلوا صامتين . يحسبون ان اي كلمة عن حرية النساء وحقوقهن او اي خصلة شاردة حتي وان كانت في راس طفلة انما هي دعوة للاباحية وانما هي هجمة علي مكارم الاخلاق واركان الدين . وتحضرني الان حادثة تحليل صورة كتاب التاريخ للصف السادس من قبل ذلك الشيخ الدعي. والذي حين شرح صورة الغلاف خيل للمستمع انه يتحدث عن صورة غلاف احدي مجلات البورنغرافي التي بلا شك يدمنون عليها سرا . ان طريقةالتفكير هذه لا تنفصل ابدا عن ظواهر التحرش والاغتصاب. بل التبرير والدفاع عن المعتدين كانهم حيوانات مسيرة بقوة استقطاب تلكالخصل الشاردة او البلوزات الضيقة. بل هو اخطر مكون لثقافة لوم الضحية. فمن يرى في نظرة طفلة برئية اغراءً لهو شخص مريض ويجب أن يحبس في مكان بعيد عن البشر.

ان الهوس الديني مرتبط بكل الظواهر السالبة اقول ان جهلهم وضيق افقهم يحجب عنهم ابسط قواعد العدالة في الطرح واستيعاب الحقوق وفهم حيثيات ما يتحدثون عنه.
امامنا كسودانيات وسودانيين مشوار طويل لنشر الوعي بعد الدمار الذي احدثته ٣٠ عام حكم الكيزان … الذين لا يخفى علي طفل غرير انهم اتخذوا الدين مطية للثراء والفساد واخذ حق الناس بالباطل .

فليخرس الهوس الديني وتجار الدين في هذا الوطن فهذه بضاعة كتب عليها البوار والزوال الي غير رجعة.

elham.a.bakri@gmail.com

قد يعجبك ايضا