فولكر يقرأ المشهد.. ويضع الكرة في ملعب الأحزاب!

المؤتمر الشعبي: فولكر يلامس الواقع

الاتحادي الأصل: هنالك أحزاب جديدة تحتاج الى مدى زمني للانتخابات

الخواض عبد الفضيل

يبدو أن رئيس البعثة الأممية لدعم الانتقال الديمقراطي بالسودان “يونيتامس”، فولكر بيرتس، يقرأ المشهد السوداني القائم على التشاكُس والخلافات السياسية التي عطلت الانتقال والتحول الديمقراطي خاصة حيث قال إن الانتخابات لن تتجاوز يناير 2024 كحد أقصى، مشيراً إلى أن هنالك مجموعات سياسية ترفض الانتخابات مبدأً لأنها تعلم أنه لا يمكنها الفوز رغم اتفاقهم عليها بالوثيقة الدستورية. وقال فولكر، خلال لقاء بثته قناة الجزيرة، إنه في حالة عدم قيام الانتخابات سيكون شكل النظام إماً عسكرياً للأبد أو ائتلافياً بين مجموعتين من العسكريين والمدنيين وهذا غير صحيح.. (اليوم التالي) نقلت ذلك الحديث للمعنيين بالأمر في الساحة السياسية من قادة الأحزاب المختلفة لمعرفة ردهم على فولكر:

أحزاب جديدة تحتاج الى مدى زمني لخوض الانتخابات

القيادي بالحزب الاتحادي الأصل وأمين الإعلام والناطق الرسمي للاتحادي الديمقراطي الأصل عمر خلف الله يوسف أقرَّ بصحة حديث فوكلر وقال: نعم صحيح.. هناك أحزاب لم تكن ترغب في الانتخابات في الوقت الراهن، لأنه يصعب عليها أن تكمل بنائها قبل الانتخابات ولو طالت الفترة الانتقالية وذلك لطبيعة صعوبة الانتماء إليها وهناك أحزاب جديدة ناهضة تحتاج إلى مدى زمني أطول لخوض تجربة انتخابية، وثمة قراءة أخرى للموقف تتعلق بالخشية من تأثير النظام السابق الواضح أو الداعم لأطراف معروفة، لذا في تقديري إن الانتخابات بصورة عامة تحتاج الى تهيئة بيئية من وضع شامل ومستدام وقوانين ولوائح منظمة لها لتكون معبرة تعبيراً حقيقياً عن إرادة جماهير الشعب السوداني بعيداً عن التزييف والأساليب الخادعة.

لسنا من الأحزاب التي تخشى الانتخابات

وأكد نائب أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي الأستاذ عثمان إدريس أبو رأس لـ(اليوم التالي) إن السودان به ما يفوق الـ(100) حزب جازماً بأن هنالك من يخاف ومن له الشجاعة لخوض الانتخابات في نفس الوقت وأبو رأس من المفترض نوجه لفولكر سؤالاً يخبرنا عن ما هي الأحزاب التي تخشى الانتخاب؟ مضيفاً أنهم في حزب البعث لا يخشون الانتخابات فقط بعد إسقاط سلطة الانقلاب الموجودة، وقال: لا تؤتمن هذه السلطة الغادرة بالعهود والمواثيق على إجراء أي انتخابات سيما أن هذه السلطة تصمم وتفصل مقاسات القوانين والإجراءات التي من شأنها أن تثبت الاستبداد والقهر وقال: ذلك سيبقى من المستحيلات، وأشار إلى أن قانون الانتخابات والمفوضية المستقلة للانتخابات والتعداد السكاني وتوزيع الدوائر والاتفاق على نظام الحكم الذي ستجرى عليه الانتخابات.. كل هذه أدوات مهمة لضمان نجاح العملية الانتخابية مضيفاً أنه لابد من الانتخابات أن تقام في مناخ حر مفتوح ليس في مناخ مليء بالقمع والاستبداد ويهان فيه المتظاهرون منذ بداية الانقلاب في أكتوبر وحتى الآن. وأضاف: كل ذلك يمكن أن يحدد قيام الانتخابات على أنها تعبر حقيقة عن موقف الشعب أم هي مجرد تزييف وورقة توت تغطي عورة الانقلاب واستبداده التي لا تخفى على العين الحريصة على رؤية الحقيقة منوهاً الى أن الشعب قبل العالم الخارجي أدرى بمتى يعطي صوته ولمن وفي ظل أي مناخ، لكن في ظل الاستبداد لا يمكن إقامة انتخابات وأرى أن السلطة القائمة الآن تفصل القوانين والإجراءات مع المتحالفين معها والمعروفين، وزاد قائلاً: فولكر ليس منجماً حتى يصرح بذلك جازماً بأنه إذا تم إسقاط هذا النظام وفي فترة لا تتجاوز العام والنصف أو العامين ستجرى الانتخابات المبنية على إسقاط النظام الحالي بعد اكتمال المتطلبات الإجرائية للعملية الانتخابية، وقال أبو رأس: نحن لسنا من الأحزاب التي تخشى الانتخابات لأن لدينا تجارب سابقة اقتنعنا عبرها بالطريق الديمقراطي وقضايا الديمقراطية لا تحل عبر الانقلابات، بل بمزيد من الديمقراطية.

فولكر يلامس الواقع

الدكتور أبو بكر عبد الرازق القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أثنى على تصريح فولكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وأكد أنه حديث يلامس الواقع ويعبر عن بعض الأحزاب التي تخشى الانتخابات العامة ولا سيما أحزاب (قحت) جميعها دون استثناء التي لم تفز بأي دائرة واحدة على مستوى السودان فضلاً على أن النظام الديمقراطي القادم إذا اتفق على أنه نظام رئاسي سيكون ليس لديهم حظ لا في رئاسة الجمهورية ولا الدوائر الجغرافية لذلك هي تخشى الانتخابات تماماً ولا تريدها وليس لديها مستقبل في ذلك باستثناء حزب الأمة الذي يمكن أن يفوز ببعض الدوائر والمنافسة على رئاسة الجمهورية، كذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يمكن أن يكون له الحظ المقدر في الدوائر العامة ورئاسة الجمهورية مضيفاً بأ بقية الأحزاب إذا قدر لها إن فازت بدائرة واحدة تكون بذلك حققت انتصاراً كبيراً، لذلك بقية الأحزاب الأخرى ما عدا الحزبين التقليديين تخشى الانتخابات العامة وتريد للفترة الانتقالية أن تمتد الى 15 عاماً، وتريد شراكة مع العسكر تمتد الى هذا الأجل وتدرك هذه الأحزاب تماماً أنها لا تستطيع أن تحرز أي نتيجة في الانتخابات التي تقوم على مستوى السودان فضلاً عن أنها تخشى فوز أحد التيارات الإسلامية برئاسة الجمهورية أو في الدوائر الجغرافية وأرى أن التيارات الإسلامية مؤهلة لذلك خاصة إذا اتفقت كلها.

الفريق صديق: أحزاب تريد آلية غير الانتخابات لفرض نفسها على الشعب

واتفق الفريق صديق محمد إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة القومي في حديثه لـ(اليوم التالي) مع أبو بكر عبد الرازق حيث قال: رغم تحفظي على شخصية فولكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلا أن ما قاله هو عين الحقيقة لأن بعض القوى السياسية ليس لديها رصيد جماهيري ولم يكن لها خلال التجربة الانتخابية التي جرت في السودان أي رصيد انتخابي بالتالي فهي لا تريد المضمار الانتخابي، لكنها تريد آلية أخرى تمكنها أن تفرض نفسها في تمثيل الإرادة الشعبية عبر المنصات التي يمكن أن يأتوا إليها بالتفويض الشعبي وحول حديث فولكر في حال عدم إجراء انتخابات في فترة ما قبل 2024م عن أن مستقبل الحكم سيكون إما عسكري أو ائتلاف مدني عسكري قال صديق: في الحقيقة الجو ملبد بالغيوم ووارد فيه كل الاحتمالات لكن في النهاية لابد من العمل على تأكيد قيام الانتخابات في موعدها المحدد مع الالتزام بحياديتها ونزاهتها من ثم النتيجة هي التي يرتضيها الشعب السوداني تكون هي الفيصل وعلى الناس التعامل مع ذلك بالواقع الجماهيري المجرد.

تأجيل الانتخابات لن يحدث

وعلى ذات الصعيد يرى الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد الإعيسر أن ما جاء على لسان المبعوث الأممي هو استنباط صحيح لما يدور خلف الكواليس وأفصحت عنه بعض الدوائر النافذة مشيراً الى أن هذا يدلل على أن الأحزاب السودانية تعيش حالة فزع من النموذج السيء الذي قامت به خلال الفترة الانتقالية وهو كان بمثابة دعاية سالبة كان الأحرى بهم أن يتجنبوه وأضاف أن قيام الانتخابات في موعدها يمثل الهدف الأسمى للشعب السوداني ولا سبيل للخروج من هذا النفق بخلاف أن يستفتى الناخب السوداني ليختار من يختار وفاء لاستحقاقات التحول المدني الديمقراطي وتأسيس دولة السلام والعدالة والحرية ما دون ذلك سيكون كالحرث في البحر بالنسبة للأحزاب لأن إرادة الجماهير هي الأقوى، وقوة الدفع الحقيقية في اتجاه تحقيق شعارات الثورة فعليه ليس مستغرباً أن تحاول بعض القوى السياسية تمديد الفترة الانتقالية لأنها ليست صاحبة أهلية جماهيرية تتيح لها الحكم عبر مظلة ديمقراطية حقيقة جازماً بأن تأجيل الانتخابات لن يحدث وعلى القوى السياسية أن تستفيد من ما تبقى من وقت وترتيب أوراقها من جديد لخوض غمار العمل الانتخابي من بوابة الديمقراطية الواسعة.

اليوم التالي

قد يعجبك ايضا