بعد عودة “ادريس” وتململ الجيش … البرهان يعين حمزة واليًا للخرطوم ويتشبث بالأمن الشعبي الإخواني ملاذًا اخيرًا في وجه الغضب الشعبي

الراكوبة – خاص

أكدت مصادر موثوقة مضي قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان قدما في ترسيخ قبضة الأمن الشعبي كملاذ اخير له لمواجهة الغضب الشعبي المتزايد.

وبعد عودة مؤسس الأمن الشعبي “عبدالله ادريس” قبل بضعة أيام من تركيا بتنسيق مع الانقلابيين أعلن البرهان إقالة والي الخرطوم المكلف المعين من قبل عبدالله حمدوك بعد عودته عبر اتفاق الحادي والعشرين من نوفمبر وإعادة عنصر الأمن الشعبي المعروف احمد عثمان حمزة الذي عينه البرهان واليا للخرطوم بعد الانقلاب وأقاله حمدوك بعد الاتفاق.

وأشارت المصادر إلى أن قرار البرهان جاء في أعقاب الربكة الكبيرة التي دخل فيها الانقلابيون خلال مليونية الثامن والعشرين من فبراير بعد أن ظهر بشكل جلي بعد وصول الثوار إلى بوابات القصر وكسرهم الحواجز الأمنية “المحبطة”.

وبرزت بوادر تململ واضح داخل الجيش بسبب المآلات الخطيرة التي يقود الانقلابيون البلاد نحوها؛ مما دفع البرهان للاستعانة بالأمن الشعبي الإخواني كملاذ اخير له لمواجهة المد الشعبي المتزايد في ظل انعدام الثقة في الحركات المسلحة وقوات الجنجويد التي يحاول قائدها حميدتي قلب المشهد السياسي والاستفراد بالحكم.

وأكدت المصادر أن عودة قيادات الأمن الشعبي تمت بتنسيق تام مع الانقلابيين في إطار خطة تهدف إلى خلق موازنة تمكِّن البرهان من مواجهة المد الثوري المتواصل وفقاً لصفقة تتضمن العودة السرية لتنظيم المؤتمر الوطني ووقف الملاحقات التي كانت تجري من قبل لجنة إزالة التمكين وإعادة جميع الاصول والممتلكات التي تمت مصادرتها من بعض قياداتهم ومن بينهم عبدالله ادريس.

وأوضحت المصادر أن عملية تصفية العميد علي بريمة تمت على يد أفراد تابعين للأمن الشعبي والطلابي وبمساعدة أفراد من الحركات المسلحة وذلك في إطار عملية واسعة تهدف إلى تحييد كافة الضباط المعارضين لاستخدام العنف المفرط ضد المحتجين وفتح الباب أمام إدماج المزيد من قوات الأمن الشعبي والطلابي والمليشيات التابعة للمؤتمر الوطني في الوحدات التي تواجه الاحتجاجات الشعبية الحالية.

ووفقا لمتابعات “الراكوبة” فقد وصل “عبدالله ادريس” إلى الخرطوم قادماً من تركيا التي كان يقيم فيها طوال الفترة التي أعقبت سقوط نظام المؤتمر الوطني في أبريل 2019.

وفور وصوله بدأ “إدريس” في وضع يده على جميع الصرافات والاصول التي صادرتها منه لجنة إزالة التمكين والتنسيق مع دوائر فاعلة في المؤتمر الوطني في تركيا وعدد من العواصم الخليجية بقية تنفيذ المخطط الجديد.
يذكر بأن عبدالله ادريس ورد اسمه في كتاب بيت العنكبوت أسرار الجهاز السري للحركة الإسلاموية السودانية، للكاتب الكبير فتحي الضو.

ويغطي ادريس حسب ما ورد في بيت العنكبوت – على نشاطه في الأمن الشعبي بالعمل مديراً لصرافات اليمامة وأرقين. ويعتبر عبدالله ادريس عضو مؤثر في اتحاد الصرافات التي تتداول في العُملات الأجنبيَّة بيعاً وشراءً.

ويعمل “ادريس” في الدائرة الأولى لجهاز الأمن الشعبي، والذي يتكون من عدد من الدوائر اهمها الدائرة السياسية التي وتعتبر أهم وأخطر دائرة اذ تهتم بمصادر المعلومات واختراق كيانات جميع القُوى السياسيَّة الناشطة داخل السُّودان بصورة عامَّة بغرض تقويض أنشطتها وتقسيمها وإضعافها. إضافة إلى إدارة الفئات التي يختص عملها في مراقبة نشاط النقابات، وبالذات النقابات الحيَّة، مثل نقابة الأطباء والمُعلمين. اما الإدارة الثالثة فهي إدارة الطلاب التي تتخصص في رصد نشاط واختراق الأجسام الطُلابيَّة السياسيَّة، ويدخل ضمن أنشطة هذه الإدارة متابعة حثيثة لأساتذة الجامعات والتجسس عليهم.

قد يعجبك ايضا