البرهان يصرخ: تعثرنا … والهادي ادريس: انقلاب 25 أكتوبر خلق دولة فاشلة وعرض السودان للخطر بإعادة الكيزان

الخرطوم: الراكوبة

أقر قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان بتعثر خطى الدولة وتبدد احلامها؛ فيما أكد وعضو المجلس الهادي إدريس ان انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر وفر أركان الدولة الفاشلة قوّض مكاسب الثورة وعرّض السودان للخطر بإعادته عناصر الكيزان لمؤسسات الخدمة المدنية والعدلية.

وقال البرهان في كلمة بمناسبة عيد الفطر : “خُطانا تعثرت وأحلامنا تبعثرت وصفوفنا تباعدت”. واعترف البرهان بالانعكاسات السالبة التي ترتبت على البلاد بعد الخامس والعشرين من اكتوبر سياسيا واجتماعيا وامنيا؛ ممـا عرّض مستقبلهــا للمخاطر.

وجدد البرهان الدعوة لكافة المكونات المجتمعيـــة والأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة لللتوصل إلى صيغ وحلـــــول؛ لكن قوى الثورة أكدت في عدد من بياناتها الصادرة الأحد تمسكها المطلق بعدم التفاوض مع الانقلابيين والاستمرار في خط الثورة حتى إسقاط الانقلاب وذهاب العسكر إلى ثكناتهم وحل مليشيا الدعم السريع. ووصف مراقبون ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي حديث البرهان ب “العاجز” والغير صادق.
وفي سياق متصل قال الهادي ادريس في تصريحات لقناة “سكاي نيوز عربية” إن استيلاء الجيش على السلطة فى 25 أكتوبر وفر كل أركان الدولة الفاشلة؛ وقوص كل مكتسبات الثورة خاصة تدفق العون الأجنبي ومسيرة اعفاء الديون؛ وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وطالب ادريس بمراجعة كل القرارات و الإجراءات التى اتخذت بعد 25 أكتوبر بما فيها احكام المحاكم التي أعادت إلى الخدمة موظفين من منسوبي النظام البائد. وشدد ادريس على أن عودة المؤتمر الوطني فيها خطر كبير على الوطن و مهدد للأمن القومي لما ارتكبوه من جرائم وإنتهاكات في حق الوطن؛ معبرا عن خشيته في ان تؤدي عودتهم إلى شرذمة وتقسيم الشمال بفعل مشروعهم الأيديولوجي مثلما فصلوا الجنوب في العام 2011.

واشار ادريس إلى ان غياب هيبة الدولة وعجزها عن وقف نزيف الدم في دارفور هو السبب وراء الأحداث التي يشهدها الإقليم والتي ادت الاسبوع الماضي إلى مقتل أكثر من 200 شخص. ورحب ادريس بالتدخل الأممي؛ مؤكدا ان كل الظروف الراهنة في غرب دارفور شبيهة بتلك التي تمخضت عن إندلاع النزاع في دارفور عام 2003 والتي ادت إلى تدخل الأمم المتحدة.

ورأى ادريس أن الأزمة الراهنة في البلاد هي أزمة دستورية نجمت عن الفراغ الذي حدث بعد 25 أكتوبر؛ مطالبا بالعودة إلى الوثيقة الدستورية الموقعة في أغسطس 2019.
ويواجه الانقلابيون مازقا صعبا في ظل تزايد الغضب الشعبي الداخلي والضغط الدولي المتزايد الرافض للانقلاب.

ومع تفاقم الأزمة واتساع الهوة بين الشارع والسلطة الحاكمة؛ اكدت الولايات المتحدة الأميركية و28 دولة أوروبية بينها المملكة المتحدة ودول للاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الجمعة؛ أن عودة التمويل الدولي – المعلق منذ أكتوبر- لن تتم إلا بعد إنشاء حكومة مدنية ذات مصداقية. وحذرت البلدان ال 29 من أي اتفاق أو حكومة تنتج عن اجراءات غير شاملة تفتقر إلى المصداقية لدى الشعب السوداني والمجتمع الدولي.

قد يعجبك ايضا