على طريقة الفئران هروب محمد عطا مساء الأمس.. شاهدوا ثورة الشباب السوداني أمام فندق (ويلارد) في واشنطون
عبدالوهاب همت
مساء الأمس الأربعاء 23 يناير 2019 في العاصمة السودانية الخرطوم كان جُرح أسرة شهيدنا الفاتح النمير النازف لم ولن يُضمد وصوت والدة وإخوات الشهيد د. بابكر عبدالحميد سلامة لا زال مشروخاً وجُرح عين سامح سيد اليمنى التي فُقأت وهو طريح مستشفى الرويال كير، ولا زالت رئة المعتقل والممنوع من السفر للعلاج بأمر السفاحين ياسر السر علي تحمل داخلها الرصاصة التي صوبها نحوه كلب من كلاب الأمن، وضربات السياط على أجساد عضوية تجمع المهندسين لا زالت لاهبة عقب تظاهرتهم السلمية نهار الأمس، وآلاف المعتقلات والمعتقلين والآلة القمعية للتعذيب لا زالت مستمرة في السودان.
في المقابل عاد طريد العدالة الدولية البشير من الدوحة خالي الوفاض ليواجه مصيره المحتوم بعد أن لقنته درساً قاسياً لن ينساه وقد افتضح أمره أمام قيادتها والتي قدمت له كل ما يمكن تقديمه من دعومات، لكنها أيقنت الآن تماماً أن كل ما قدمته للشعب السوداني تم توظيفه من قبل تنظيم جماعة الإسلام السياسي، وأن البشير ومن هم حوله بذوا الحرباء في تقلباتها اللونية، وفاقوا إبن أبي سلول نفاقاً ومسيلمة كذباً، أما الغدر والخيانة فالبشير رمزها الشاخص لكل من عرفه منذ نعومة أظفاره.
وحتى المؤتمر الصحفي في الدوحة والذي كان مقرراً أن يُكذب فيه كما جُبل لم تتح له الفرصة لقيامه بالأمس، وذلك لعدم قدرة البشير في الرد على ما سيطرح عليه من أسئلة مُلحة من قبل حضور المؤتمر، والجميع يعلم ما يدور في السودان ساعةً بساعة.
وما بين السادسة والنصف إلى الثامنة والنصف مساء وفي فندق WILLARD الغالي التكلفة والذائع الصيت، في قلب واشنطون وعلى مقربة من مباني البيت الأبيض الأمريكي كان أن دعى سفاح جهاز الأمن السابق الفريق محمد عطا رأس دبلوماسية المؤتمر (اللاوطني) هناك إلى حفل في مناسبة أعياد إستقلال السودان، أي بعد مرور 3 أسابيع عليها.
ووفقاً لإفادة مصادرنا وشهود عيان من الحضور كان جُلُّ المدعوين يمثلون ملحقيات عسكرية مختلفة منها الكندية والتي صرّح من يمثلها بذلك، وبعض من يمثلون السفارات العربية والإفريقية مثل السفير اليوغندي.
في تمام السادسة كانت مجموعة مواجهة النظام السوداني في أمريكا قد أعدت شبابها من الجنسين ورابطوا بالمئات أمام بوابة الفندق الأمامية ومجموعة صغيرة تواجدت أمام البوابة الخلفية وهتافاتهم تعلو: (العار العار للقتلة… لا لقتل المتظاهرين السلميين…تسقط تسقط حكومة الإرهاب… البشير إلى الجنائية الدولية).
.
وكانت المفاجأة أنه وعقب إنتهاء الحفل لم يخرج محمد عطا من خلال البوابة الأمامية أو الخلفية، وأكد شهود عيان إلى أنه تسلل على طريقة الفئران عبر مرآب (موقف) السيارات الخلفي في رفقة سائقه الخاص وزوجته مها الشيخ القيادية في أجهزة الأمن الشعبي وهي شريكة عطا في كل ما يقوم به.
الأستاذ عبدالله عجوز أحد المشاركين والمنظمين أشار إلى أن هروب عطا نفسه وعدم إستطاعته مواجهة هؤلاء الشباب الثائر يعتبر إنتصاراً حقيقياً لهم.
.
يشار إلى أنها المواجهة الرابعة لعطا خلال الشهر الجاري من قبل (مجموعة مواجهة النظام السوداني في أمريكا) وفي كل مرة يواجه عطا هذا الشباب الثائر مطأطئاً رأسه ولا تسعفه اللغة ليعبر عن نفسه ومقدار الحرج الذي يدخل فيه والوثائق الدامغة التي يواجه بها من أسماء وصور للشهداء والمعتقلين، وعطا وأمثاله لا يستطعيون العيش في ظل أنظمة ديمقراطية كالغرب مثلاً لأنها تتيح لكل من يعيش فيها حق التعبير بأشكاله المختلفة، حيث لا أقبية ولا بيوت أشباح، أما البوم الذي لا يجرؤ على الظهور إلا ليلاً سوف يطول سُهاده.