طريقتنا في الكلام: «في الحقيقة ما عارف أبدأ من وين؟» ! عيب كدا!
محمد احمد كمال (ابو حازم)
كثيرا ما تصلني في الواتسب مقاطع فيديو ومقاطع صوتية و روابط ل(لايفات) للكثير من الناشطين والسياسين وغيرهم من المهتمين والمهمومين بالشأن العام، ولكني للأسف الشديد أحذف أغلبها إن لم تكن جميعها قبل أن أستمع إليها، رغما عن أنها يمكن أن تكون تحمل في طياتها نقاط هامة جدا احتاج أن اطلع عليها بشدة.
السبب في ذلك أنه من قبل اندلاع الثورة بكثير كانت هذه المقاطع أقل بكثير مما صارت عليه اليوم، وكنت أحتمل اقتطاع وقت ثمين جدا من اليوم للإستماع إليها بدافع الحرص على مواكبة كل شاردة وواردة تحدث تحقيقا للهدف المرجو بالحشد للثورة.
كنت اتوقع بعد سقوط النظام ودحر الكيزان وفلول الاسلاميين واقتلاعهم، أن تظهر آثار الثورة في طريقة طرحنا للمواضيع وإعلاء (قيمة الوقت)، بأن يتبع جميعنا الاسلوب المباشر في الكلام وعدم الإطالة والجرجرة الموروثة في طريقة كلامنا وحتى سلامنا على بعضنا البعض.
فمن غير المعقول ان يصلني مقطع لأحد الناشطين او السياسيين، يكون مدته نصف ساعة او اكثر، ويكون لدي الوقت الكافي للإستماع له ولمقاطع أخرى كثيره غيره خلال اليوم المزدحم بالكثير من المهام المختلفة.
أفتكر أغلبنا تنطبق عليه حالتي وربما اكثر بكثير.
هنا ألفت الإنتباه لقيمة الوقت التي يجب أن يكون على قادة المرحلة القادمة والناشطين في السودان ماصب بعد الثورة أن يراعوها حق رعايتها، وأن يكون من يريد ان يتحدث للعامة حاضرا بالمختصر المفيد وأن يصيغ كلامه في شكل نقاط محددة وواضحة وان لا يتعدى اطول خطاب يمكن ان نستمع اليه الخمسة او العشرة دقائق على اكثر تقدير وهي في نظرى مساحة من الوقت تكفي لعكس وجه النظر في اعقد الموضوعات.
فلذلك احسن نبدأ مباشرة في الكلام، وما في داعي للاطالة، يعني (السلام عليكم) تكفي، و لو انت (ما عارف تبدأ من وين الكلام) العبارة الشهيرة التي يبدا بها غالب المثقفين السودانيين، فحقوا تعرف أول انت عاوز تقول شنو بعدين تتكلم.
«الوقت من ذهب»
محمد احمد كمال