الفرق بين سلطان ودلقان
علاء الدين محمد ابكر
المتاريس
رحل السلطان قابوس بن سعيد مصحوبا بالدعوات الصالحة من جميع الناس بعد خمسين عاما من العطا والعمل الطيب لنهضة بلاده سلطنة عمان
وفي السودان سقط الطاغية المخلوع البشير مطارد بلعنات المهمشين واسر ضحايا نظامه من ابادة جماعية وغيرها من الجرائم ضد الوطن.
كان الفرق الزمني بين عهدة المرحوم السلطان قابوس والمخلوع عمر البشير هي فترة عشرون عاما
فالسلطان قابوس استلم حكم بلاده في العام 1970م وبلاده تعاني من الفقر والجهل والتخلف والتهديد بانفصال منطقة ظفار عن سلطنة عمان حيث لم يقف الراحل قابوس مكتوف الأيدي بل قدم مصلحة الشعب علي مصلحة الاسرة الحاكمة واطاح بوالده السلطان سعيد بن تيمور ليعلن عن عهد جديد من النهضة وفي الجانب الاخر نجد المخلوع البشير سرق السلطة سنة 1989م عبر انقلاب عسكري مدعوم بعصابة الجبهة الاسلامية فدمر البلاد واشعل الحروب ومنع السلام الذي كان قاب قوسين أو ادني ممفسح الطريق لانفصال الجنوب بعد حروب دينية ما انزل الله بها من سلطان.
وفي عمان استطاع السلطان قابوس علي استشمار موارد بلاده و المحدودة في صنع تنمية فلسلطنة عمان لاتملك موارد مالية كبيرة ولكن السلطان قابوس وظف كل فلس لصالح الشعب فتشهد السلطنة استقرار مالي طيب ولايوجد عندهم فقر او استثمار في ازمات الشعب عندهم.
في السودان البشير سرق هو وعصابته النفط الذي اكتشف في اوخر القرن الماضي فلم نسمع اونشاهد منه الا قصور شاهقة وسيارات فارهات وحسابات سرية في داخل وخارج البنوك وبالمقابل شعب يعاني من شظف العيش وصعوبة في الحصول علي العلاج والتعليم بل حتي الطعام فالنفط ذهبت ارباحه الي جيوب العصابة الحاكمة تعبث به بدون رقيب أو حسيب.
وفي عمان السلطان قابوس انتهج سياسة الحياد فنال احترام العالم اجمعا فلم يحشر نفسه في مشاكل الغير فكانت بلاده تتمع بعلاقات دولية مع جميع دول المنطقة والعالم لذلك كانت موضع ثقة الجميع وفي الجانب الآخر نجد البشير جعل من السودان تابع لمن يدفع اكثر فتارة يرتمي عند العراق ومرة عند عند ايران ومنها الي قطر واخر المطاف عند التحالف السعودي الاماراتي ظل المخلوع البشير يتحالف وينقض بغير هدي او نظرة استراتيجية مما جعل منا مسخرة بين شعوب المنطقة والعالم.
في عمان السلطان قابوس تعامل بحكمة وجعل من التنمية حرب علي انفصالي منطقة صار جنوب السلطنة فساد فيها السلام والأمن والاستقرار والحب عكس البشير الذي تعامل مع مشكلة جنوب السودان بعنترية فدفع الوطن ثمن ذلك انفصال ومزيد من الحروب
في عمان تعامل السلطان قابوس بحكمة مع ثورات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة العربية بتفهم مشاكل الشباب فخلق مزيد من فرص العمل فزاد حبا في قلوب شعب عمان.
عكس البشير وعصابته الذي تعامل مع مطالب الجماهير بغلظة فاخذ يتوعد ويتحدي شعبنا ويصفنا بشذاذ الافاف وثوار الكيبورد والعملاء ولم يستوعب دروس الطغاة الذين كانوا على شاكلته فارسل اخر المطاف الي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه وحتي بعد سقوطه ادخل البلاد من بعده في ازمات حيث لم يراعي مصالح السودان بضمان انتقال سياسي عبر الاستقالة حيث استجوب الامر شهور حتي توافق اهل السودان علي نظام يستطيع ادارة الدولة عكس السلطان قابوس الذي كان يؤمن بان مصير كل نفس ذائقة الموت فعمل علي ضمان انتقال سلس من بعد رحيله من الحياة بل عمل علي وضع الحلول في حال عدم توافق مجلس الاسرة الحاكمة في السلطنة علي اختيار سلطان جديد وذلك بفتح صندوق حصين يوجد فيه الاسم المختار من طرف السلطان قابوس فالسلطان الراحل لم يهتم بامر الزواج فقد كان راهب في محراب وطنه عكس البشير الذي حرص علي الزواج باخري لم تقصر هي كذلك في نهب ثروات الشعب والان هي في قبضة النيابة تواجه تهم بالفساد المالي واستغلال النفوذ وغيرها من القضايا.
نعم لم ينجب السلطان قابوس ابناء ولكن جعل من كل عماني ابن له عكس البشير الذي لم ينجب هو الاخر ولكن جعل من كل سوداني مخلص عدو له
الحكمة ليست في كثرة الابناء او المال انما في كثرة حب الناس لك حيا أو ميتا
رحم الله السلطان قابوس بن سعيد بقدر ما قدم لشعبه من تنمية واعمار وخالص العزاء لشعبها الشقيق
علاء الدين محمد ابكر