الزحف نحو الخرطوم… رغم حواجز براميل النفط الخليجية

د. حامد برقو عبدالرحمن

(1)
مرت سبع عقود على تعيين المسيحي اللبناني جميل البارودي كأول ممثل دائم للمملكة العربية السعودية بالأمم المتحدة ليحضر الإجتماع الأول للمنظمة الدولية في عام 1946 ممثلاً للعربية السعودية التي تعاقب اليوم لبنان و اللبنانيين على مجرد تصريح سابق لوزير الاعلام اللبناني الحالي و الاعلامي المخضرم جورج قرداحي.
قرداحي الذي كل ذنبه انه قال قبل ان يتولى المنصب الوزاري بإن الحرب على اليمن هي “حرب عبثية” و ان ما يقوم به بعض اليمنيين( الحوثيون) هو دفاع عن النفس.
لكن المملكة التي حبست قبل عامين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري و أرغمته على قراءة خطاب الاستقالة من محبسه السعودي؛ قررت إختبار إرادة شعوب المنطقة التي تعيش تحت الظلال الديمقراطية في شخص الوزير جورج قرداحي.
سحبت السعودية سفيرها من لبنان لتتبعها باقي كيانات النفط الخليجية.
وهي رسالة للشعوب الحرة بالمنطقة مفادها إما ان تقبلوا بالدكتاتوريين العسكريين الذين نفرضهم عليكم فرضاً أو نقطع عنكم فتات المعونات.
سلام على السفير جميل البارودي الذي رحل قبل اربعين سنة حتى لا يشهد ما يفعله حكام الأنظمة العبودية الخليجية بالأحرار في السودان و تونس و لبنان .

(2)
في مقال سابق ذكرت بأن علاقتنا بإخوتنا في دول الخليج العربي يشهد تبادل في المواقع و ذلك لفشل نخبنا الوطنية منذ فجر الاستقلال في وضع السودان في مساره المستحق بين الشعوب و الامم.
دون تضخيم للذات فإن موقعنا الطبيعي هو قائمة G20 حيث البرازيل و الهند و الولايات المتحدة و غيرها .

نحن من يتعين عليهم التباحث مع أي مبعوث غربي يزور المنطقة لإنشاء مراكز التنوير لنشر مفاهيم الديمقراطية و الحرية و الكرامة الإنسانية بين الشعوب الاخرى بالمنطقة و ليس ان يتباحث حكام الخليج مع المبعوثين الغربيين الوضع في السودان .

(3)
أصدق ما قاله مسؤول غربي منذ إنقلاب 25 اكتوبر المشؤوم ؛ هو ما صرح به كاميرون هيدسون المبعوث الأمريكي السابق للرئيس الامريكي الأسبق باراك اوباما عندما قال ( الولايات المتحدة غير معنية بالوساطة بين الفرقاء السياسيين في السودان) أي بين العسكريين الإنقلابيين و الحكومة المدنية المحتجزة ).

الذي لم يتمكن الغرب من فهمه أننا من طينة الشعوب التي لا أحد يستطيع ان يفرض عليها الأمر الواقع.
اذا على شعبنا ان يدرك بأن الغرب لن يضحي من اجل الاخرين و لا يقف مع الضعفاء المستسلمين.
لذا فلا خيار غير ان يتقدم الاكاديميون و المفكرون و المثقفون و اصحاب الرأي الصفوف الأمامية هذه المرة لإحداث التغيير.

قد قدم صغارنا من الشباب ما لديهم في سبتمبر 2013 و ديسمبر 2019 لذا قد جاء دورنا.
لابد من تحديد الموعد حتى يتثنى لنا نحن الذين مازلنا في المهجر من العودة الي الوطن للمشاركة في حراكنا المفصلي ضد العسكريين الإنقلابيين اللصوص القتلة.
بالتزامن يتحرك من بالأقاليم بوسائل النقل المختلفة صوب الخرطوم.

في ساعة الصفر تتحرك الجموع نحو كل من القصر الرئاسي و مجلس الوزراء و مباني الاذاعة و التلفزيون لإعلان عودة حكومة الثورة السودانية و عودة مجلس السيادة دون العسكريين.

صحيح ان ما يقارب النصف من منتسبي مليشيا الدعم السريع من الأجانب المرتزقة المأجورين ؛ لذلك يفتقرون الي الروح السودانية المتسامحة، يطلقون النار بلا وازع أو ضمير، إلا أنهم لا يستطيعون قتلنا جميعاً.
فلتصعد روح من إستشهد منا الي السماء ليحي من تبقى من الناس بكرامة.

الى الامام … إنها ثورة حتى النصر .!!

NicePresident@hotmail.com

قد يعجبك ايضا