مليونية 2 يناير … الثورة مستمرة

وائل محجوب

• أطل عام جديد.. فكل عام والجميع بخير.. السودان وأهله وناسه في العواصم والمدن والقرى والحلال البعيدة القريبة بخير، يقبضون على جمر خلقهم الوعر، وشمائلهم ومكارمهم الباذخة في هذا الزمن “الجهجاه”.

• ينتصرون لوطنهم وذاتهم ويرون وعد الثورة لهم بعين اليقين، حرية في الكلام والسكن والحل والترحال والإقامة، وسلاما يطمئن روع الخائف، ويزيل مخيلة الحرب وقبحها عن ضحاياها، يلجم المجرمين وينزع السلاح من ايديهم، ويرد أقوام لديارهم التي أخرجوا منها بغير حق، ويحي الزرع والضرع بعد موتها، وعدالة ترى بالعين المجردة وتمسك بالأيادي، ترد المظالم المتراكمة، وتسترد ما للبلاد، وتضرب على يد المفسدين وتحاسب الظالمين، يستوي فيها الناس أمام قاضي الحياة الدنيا، قبل أن يختصموا بحقهم أمام الواحد الديان فعيون الحق لم تنم.

• ندلف لعامنا الرابع في مخاض الثورة الشماء التي يتخلق معها الجميع، الناس والعواصم والمدن والمسافات، تعيد تبديل وتعديل كل ما تعلمنا في دروب الحياة، لنتعلم من جديد ان الإمكان سوداني، وكذا المعجزات، ونستلهم من عظيم المعاني ما يؤسس بلاد الحياة القادمة.

• ندلف لعامنا الرابع ونحن في عين عاصفة الانقلاب، وشعبنا العزيز المحترم يواصل نضاله الثوري اليومي من أجل انتزاع الحكم المدني الديمقراطي، بعزم لا يلين، وثبات لا يتقهقهر رغم القمع الدموي، هذا الثبات الذي يشكل جزء من التخلق الممتد لاسترداد الوطن من براثن فئات آلفت البغي والعدوان، وشرعنت العنف حتى صار لها عبادة، ومن أوهام الاستعلاء بالقوة الغاشمة على العزل، وعهود الإجبار والإكراه والتزييف والتدليس، تخلقا يبطل بزحفه السلمي الممتد دعاوي العنف، ويجردها من كل ما تأسست عليه لعقود من شرعية زائفة مختلقة، ويحيلها لحقيقتها، محض إجرام يحتاج من يقترفونه للإختباء وإخفاء الهوية.

• لقد زاد عدد الشهداء انجما، بارتقاء ثلة من الشباب الزواهر الذين قرنوا حبهم لبلادهم ونضالهم من أجلها، بالروح كأعلى درجات البذل والفداء، وما كان بذلهم هباء منثورا، انما كان مشيا في طريق طويل اختطه سابقون في مناطحة الطغيان، وفي “مداميك” التأسيس الصلب للحكم المدني الديمقراطي، فهذه ثلة من الكرام الأبرار بعضها من بعض، وسيخلدهم الناس على مر الزمان، كعنوان للجسارة والبسالة في توهجها الخاطف للأبصار، وكأشجار باسقة في حدائق الثورة السلمية على مستوى العالم نباهي بهم شعوب الأرض.

• إننا ندخل عامنا الجديد.. والرابع منذ انطلاق الثورة ونحن أقرب مما مضى للانتصار، فنحن نقاتل في سهل شاسع يجمع غالب أهل السودان، بينما يقاتل انصار الاستبداد وأعوانه أمام أسوار القصر، نحن ننطلق من كل الشوارع وهم يترسونها درءا وخوفا، نحن نقاتل لحقنا المعلوم وهم ينازعون فيما لا يملكون، ولا يحق لهم، ولا ينبغي، نحن نقاتل لأجل الحياة، وهم يهربون من الحياة وصنائعها وأقدارها وما أقترفت أيديهم، فما أبعدهم وما أضل النجعة.

كل عام والجميع بخير، وعام به تتحقق الأمنيات.. وطن حر وشعب سعيد، وفي سموك ومجدك عشت يا سوداني.

كلمة أخيرة؛
الى ثوار الديوم الشرقية.. قالها ثوار الخرطوم.. وسيأتون من كل فج عميق الى القصر حتى النصر.. لن تسيروا وحدكم
الثورة مستمرة وستنتصر
#مليونية2يناير
#الردةمستحيلة
#لاشراكة_لاتفاوض_لاشرعية

قد يعجبك ايضا