عندما يكذب رؤساء الدول
أسامة ضي النعيم محمد
التجوال أو التصفح عبر الحاج قوقل بعنوان كذبات الرؤساء ينقلك الي بعضها التي أطلقها رؤساء أمريكا:
فرانكلين روزفلت : أثناء الاستعداد للحرب العالمية الثانية حين خاطب شعبه عام 1940م قائلا أبناؤكم لن يرسلوا للمشاركة في أي حرب أجنبية.
جون أف كينيدي أعلن في عام 1961م : قلتها سابقا وأعيدها مجددا ، الولايات المتحدة لا تخطط للتدخل العسكري في كوبا ، في الوقت الذي كان يعمل فيه علي غزو كوبا.
جيمس بوك كذب علي الكونغرس عام 1846م : بزعم أن المكسيك غزت الولايات المتحدة ، أدى ذلك لاندلاع الحرب المكسيكية الامريكية.
رونالد ريغان في عام 1986م بشأن مقايضة الرهائن بأسلحة لصالح ايران.
الا أن فضيحة ووترغيت هي الاكبر في تأريخ السياسة الامريكية ، ملخصها تجسس الرئيس ريتشارد نيكسون (9يناير1913م-22أبريل1994م) علي منافسه من الحزب الديمقراطي في مكاتبهم بمبني ووترغيت . تفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام للرئيس نيكسون ، استقال الرئيس علي أثر ذلك في أغسطس عام 1974م. تمت محاكمته بسبب الفضيحة ، وفي 8 سبتمبر1974م أصدر الرئيس الامريكي جيرالد فورد عفوا بحق ريتشارد نيكسون بسبب الفضيحة.
في صبيحة 29يونيو1989م طلع علينا من برج الدبابة العميد – آنذاك – عمر البشير ، يعلن أن انقلابه العسكري لا صلة له بحركة الاخوان ، الخديعة انطلت علي المخابرات المصرية وأوعزت لرئيسها مبارك لتسويق الانقلاب اقليميا وعالميا ، ردت حركة الاخوان التحية للرئيس مبارك بمحاولة اغتياله هي الاشهر في القرن الافريقي داخل الاراضي الاثيوبية . بسبب المحاولة ما زال السودان ولأكثر من ثلاثين عاما يعاني من جراء احتلال حلايب وشلاتين ، وانطلاق سلسلة عقوبات أممية حركتها حادثة الاغتيال من بين أحريات.
ثم تتوالي كذبات الاخوان علي الشعب السوداني وينفصل ثلث شعب السودان في دولة منفصلة في دارفور يأتي البشير بكذبة يخفف بها أعداد القتلي في ذلك الصراع العبثي ويعلن أن عدد من قتلهم في دارفور بلا سبب هو عشرة الاف فقط وليس ثلاثمائة الفا تكذيبا للرقم الذي أوردته المنظمات العالمية ، بدأ ت مطالبات دارفور صغيرة في منتصف ستينيات القرن الماضي تحت اسم جبهة نهضة دارفور ، الهدف هو المطالبة بتأمين تقديم خدمات حفر الابار وتزويد المدن بشفخانات و بناء مدارس ، وتدحرجت كرة اللهب لتطفئ نار القران بدارفور وتدخلها المنظمات التبشيرية بدعوي اغاثة سكان المعسكرات.
ليس البشير وحده يلام في الكذب ، الرئيس الفعلي للسودان في العشرية الاولي هو الترابي شيخ الحركة الاخوانية وعرابها، تنسب له الكذبة البلقاء (يذهب البشير للقصر رئيسا والترابي الي السجن حبيسا) ، وقتال اخوة المواطنة بدعوى الجهاد كذبة يتحملها الترابي وما أفتى به .
مقارنة كذبات الرؤساء هنا وهناك ، في أمريكا يكذب الرئيس في أمور تتعلق مع دول أجنبية لتحقيق اصطفاف شعبي داخلي ، ووتر غيت هي الوحيدة من الكذبات التي صُنفت أكبر فضيحة لانها مست العبث بأساس الديمقراطية وخداع الشعب ، تلك ذميمة تعلق في صحيفة خاصة ، الكذب علي الداخل الامريكي لا يغتفر، علي العكس عندنا في السودان فالحكم بالكذبات علي الشعب هو الاساس ، مهادنة دول الجوار المعتدية والسكوت عن اعتداءات البعض من فقه الضرورة لضمان استمرار الحاكم . يبقي الكذب علي الشعب في السودان هو الاساس الي أن تذهب العقلية التي رسخت مفهوم الوصاية علي الشعب ، يجور الوصي بلا كوابح تلجمه ، هاهي ثورة ديسمبر وثوارها تقاسموا أن يكون الشعب هو الوصي علي نفسه وعلي تراب الوطن وكل من يستظل بسماء السودان .
elnaiem.osama@gmail.com