مليونية المعتقلين”.. الاقتراب من القصر للمرة الثانية خلال شهر
للمرة الثانية خلال هذا الشهر اقترب آلاف المتظاهرين من القصر الجمهوري اليوم الاثنين وأجبروا القوات الأمنية على التراجع، وذلك في “مليونية المعتقلين” التي دعت لها تنسيقيات لجان مقاومة في ولاية الخرطوم.
وغطت سماء منطقة شروني القريبة من شارع القصر سحب سوداء بسبب إشعال الإطارات وإطلاق كثيف للغاز بواسطة القوات الأمنية التي تراجعت لاحقًا إلى ناحية مبنى القصر الجمهوري، فيما تقدم المحتجون إلى تقاطع البلدية.
وتحرك الموكب الرئيسي من “تقاطع باشدار” جنوب العاصمة صوب شارع القصر وبقي في محطة شروني للحافلات مقاومًا عبوات من الغاز، وذلك بفضل مجموعات تصدت لابعادها حتى يتمكن المتظاهرون من التوغل إلى شارع القصر.
واضطر المتظاهرون إلى قطع حركة السير في الطرقات التي تشهد احتجاجات للسماح بخروج المحتجين والمصابين من مطاردات الأمن، حيث وضعت كتل وحجارة وطلب محتجون من سائقي السيارات تغيير وجهتهم إلى طرق بديلة.
وذكر شهود عيان لـ”الترا سودان”، أن آلاف المتظاهرين عبروا الشارع الرئيسي إلى القصر بفضل تكتيكات يلجأ إليها المحتجون بوضع “المتاريس” في الطرقات وتضييق مساحات التقدم على رجال الأمن.
ودرج بعض المتظاهرين على حمل أغطية بلاستيكة للوقاية من عبوات الغاز، كما شوهدت فتيات ضمن المحتجين في الصفوف الأمامية وهن يلتقطن عبوات الغاز ويرمين هذه العبوات الحارقة والمشتعلة بعيدًا عن المتظاهرين حتى تبطل مفعولها.
وتقول تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة والمدن إنها تعتزم إنهاء الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية في 25 تشرين الأول/أكتوبر وعطل العمل بالدستور الانتقالي في بعض المواد المتعلقة بالشراكة مع المدنيين، ووضع قادة بارزين في السجن.
وحجبت سحب الدخان جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع وإشعال الإطارات مساحات واسعة في محطة شروني للحافلات، والتي توقفت خدماتها بعد أن تحول هذا الموقع إلى مركز احتجاجات في العاصمة كونه قريب من شارع القصر.
ويحتفظ المتظاهرون بهذا الموقع لأنه يساعدهم في الانسحاب من شارع القصر وتفادي قوات الأمن حال مواجهة صعوبات وانتشار القوات العسكرية بكثافة عالية، وهي تعزيزات اتخذتها السلطات منذ وصول المحتجين إلى القصر في “موكب 28 شباط/فبراير الماضي”.
وذكر فادي (26 عامًا) والذي يشارك في احتجاجات شارع القصر في حديث لـ”الترا سودان”، أن التظاهرات لن تتوقف، مرجحًا توسع دائرة الاحتجاجات بفعل الأزمة الاقتصادية التي ستدفع غالبية السودانيين إلى الخروج على حد قوله.
وأمام الآلاف من المتظاهرين يرتجل محتجون خطابات تدعو العسكريين إلى التنحي فورًا عن السلطة، ويرددون “الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات” وهي هتافات رائجة منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأطلق الجيش على تلك الإجراءات “تصحيح المسار”.
ونشرت السلطات تعزيزات أمنية في محيط القيادة العامة وشارع القصر وحول هذا المبنى الذي يصمم المتظاهرون على الوصول إليه، وبالنسبة للآلاف فإن معانقة “مقر المجلس الرئاسي” يشكل لهم دافعًا معنويًا.
ومنذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي تمكن المتظاهرون من الوصول ثلاث مرات إلى القصر الجمهوري، من عشرات المحاولات أبرزها كانت في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وفي الشوارع المحيطة بالقصر والمؤدية إلى هذا المبنى يتم تجميع الكتل الخرسانية والمعدات القديمة لإغلاق الطرقات. هذه التكتيكات أصبحت رائجة في أوساط المتظاهرين لحماية أنفسهم من مداهمة المركبات العسكرية وشاحنة الشرطة التي تطلق المياه الملونة.
وقبل أن تتوغل بين الحشود المتوجهة إلى شارع القصر قالت مروة (21 عامًا) لـ”الترا سودان”، إن الإحتجاجات تعبير عن رفض الحكم العسكري ويجب أن يعمل العسكريون على الانصراف إلى مهامهم وأي طرف إلى مهامه حتى نتمكن من النهوض بوطننا.
وتضيف: “الأولوية أن نوقف القتل ومعالجة آثار الحرب لأن القتل ما يزال مستمرًا حتى اليوم في مناطق متفرقة بما فيها العاصمة”.
الترا سودان