لمواجهة تململ الجيش… البرهان يستعطف الجنجويد ويؤلبها ضد المدنيين، وحميدتي يتراجع عن رفض الدمج
الخرطوم – الراكوبة
في مؤشر على الضعف الكبير الذي وصل إليه، والتململ الكبير الذي يواجهه داخل الجيش؛ سعى قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان إلى استعطاف قوات الدعم السريع وتاليبها ضد المدنيين؛ فيما تراجع نائبه حميدتي عن رفضه القاطع لدمج قواته المنفلته في القوات المسلحة.
وقال البرهان مخاطبا ضباطا وجنودا تابعين الجنجويد خلال حفل افطار الخميس “قواتكم تقاتل في أطراف السودان وتحرس البلد نيابة عن النائمين والذين يتفسحون في شوارع الخرطوم بعد تناول افطارهم”. وأضاف؛ منتقدا الثوار الرافضين لانقلابه المطالبين بالحكم المدني؛ ان القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ستعمل على سماع أصوات “الصامتون” لا الذين يصرخون في الشوارع. كما هاجم البرهان الساسة المدنيين متهما البعض بالاستقواء ب “الاجنبي”.
ومن جانبه تراجع حميدتي عن تصريحات سابقة رفض فيها دمج قواته مع الجيش في ظل جدل كبير عن مخاطر وجود أكثر من 11 جيشا في البلاد. وقال: “نرغب جميعا في وحدة القوات لكن نحتاج قبل ذلك إلى إنفاذ إتفاق جوبا للسلام الذي يتطلب من جميع الأطراف تبادل الثقة”.
وكان حميدتي قد رفض في وقت سابق بشكل قاطع؛ دمج قواته في القوات المسلحة؛ وقال في يونيو 2021، إن اي محاولة لدمج قواته في الجيش سيؤدي إلى تفكيك البلاد؛ مشيرا إلى أن قواته أنشأت وفقا لقانون اجيز في عهد المخلوع عمر البشير.
وأوضح حميدتي؛ حينها؛ “من عين القائد العام هو ذات الشخص الذي عينني.. قوات الدعم السريع ليست كتيبة او سرية صغيرة ليتم دمجها في الجيش … انا ادرب قواتي 9 اشهر بينما الجيش يدرب قواته 4 اشهر… يريدون اكلي لحما ورميي عظما”.
وظلت مسألة دمج قوات الحركات المسلحة في الجيش السوداني وتصحيح وضعية قوات الدعم السريع، مسار جدل مستمر منذ سقوط نظام المؤتمر الوطني – الجناح السياسي للإخوان – بثورة شعبية في أبريل 2019.
وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجه الترتيبات الأمنية والمخاطر الناجمة عن تعدد جيوش الحركات المسلحة، إلا ان مسألة تحديد وضعية قوات الدعم السريع تبدو اكثر تعقيدا في ظل القوة الضاربة التي تمتلكها.
وخلال الفترة الاخيرة؛ برزت مخاوف جدية حيال سلطات وصلاحيات وممارسات قوات الدعم السريع خصوصا بعد جريمة فض اعتصام الثوار امام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019 وما تبع ذلك من ملاحقات للشباب في الاحياء والشوارع العامة مما ادى إلى مقتل وإصابة وفقدان المئات من الشباب.
ومنذ أكثر من 6 اشهر يعيش السودان أوضاعا أمنية وسياسية مضطربة للغاية في ظل الاحتجاجات المستمرة على انقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 والتي انهت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين.
ويطالب قادة الاحتجاجات التي قتل فيها أكثر من 95 شخصا حتى الآن بتحقيق العدالة وتسليم السلطة كاملة للمدنيين؛ لكن البرهان شدد على أن ذلك لن يتم إلا في حال حدوث توافق بين المدنيين أو عبر الانتخابات.