البرهان وحميدتي يدعوان للحوار لتجاوز أزمة السودان
الخرطوم: محمد أمين ياسين
دعا القادة العسكريون في السودان إلى الحوار ووحدة الصف الوطني لتجاوز الأزمة التي تواجه البلاد، فيما فضت قوات الأمن تجمعاً لأسر المعتقلين السياسيين ومحامين ونشطاء المجتمع المدني الذين كانوا ينوون أداء صلاة العيد والاعتصام أمام سجن «سوبا» في جنوب الخرطوم إلى حين إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
ومنذ تولي الجيش السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اعتقلت أجهزة الأمن العشرات من القادة السياسيين وأعضاء «لجان المقاومة» الفاعلين في تنظيم المظاهرات المناوئة للسلطة العسكرية.
وتتصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء تولي الجيش السلطة في البلاد والعودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي بقيادة حكومة مدنية. ودعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، في خطابات للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك، الأحزاب السياسية للتوافق الوطني وحل الأزمة عبر الحوار.
جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم الشهر الماضي (أ.ب)
وقال البرهان إن التجاذب والتنافر وعدم قبول الآخر انعكس سلباً على مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد، ما يستوجب وحدة الصف الوطني لمجابهة تلك المخاطر. وأضاف أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى ستشكل حضوراً فاعلاً في كل الحلول التي تطرح لاستكمال الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وأشار البرهان، الذي يشغل أيضاً منصب القائد العام للجيش، إلى أن تعدد المبادرات الوطنية وجهود المنظمات الدولية والإقليمية يعبر عن أهمية الوفاق الوطني ويسهم في اتجاه الحل.
وجدد البرهان الدعوة لـ«الأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة بالتسامي وترك الخلافات من أجل التوصل إلى حلول عمليـة تقدم مصلحة السودان على مصالح الجميع». كما شدد على أهمية وقف الصراعات القبلية في غرب دارفور وضرورة المراجعة والمحاسبة وعدم السماح للجناة بالإفلات من المساءلة والعقاب.
وفي موازاة ذلك قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي المشهور بـ«حميدتي»، إن الحوار هو المخرج الوحيد من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد «ولا بديل للحوار إلا الحوار». وأضاف: «إننا قادرون على تجاوز المصاعب كافة بالنقاش الهادف الذي يقوم على الصراحة والوضوح والصدق والعدل».
ودعا حميدتي، لدى مخاطبته القوات التي يرأسها «الدعم السريع» في قاعدة كرري العسكرية شمال مدينة أم درمان، للبعد عن التنافر والشتات ونبذ القبلية والعنصرية والجهوية، لافتاً إلى ضرورة أن يكون هناك دور واضح وقوي للحكماء والعقلاء من أبناء السودان لجمع الصف الوطني تحت شعار «السودان يسعنا جميعاً». ودعا حميدتي إلى نبذ الخلافات والنعرات القبلية وتحكيم صوت العقل والاحتكام لسلطة القانون والتقاليد والأعراف الموروثة، مطالباً أجهزة الدولة بالقيام بواجبها في رفع الظلم ومعاقبة ومحاسبة كل من يتجاوز حدوده.
في غضون ذلك، قال «محامو الطوارئ» (وهم مجموعة من المحامين ينشطون في الدفاع عن المعتقلين السياسيين وانتهاكات حقوق الإنسان، تكونت عقب تولي الجيش السلطة في أكتوبر الماضي في بيان على موقع «فيسبوك» إن قوات الأمن فضت بالقوة اعتصاماً لأسر المعتقلين السياسيين من أمام سجن «سوبا» في جنوب الخرطوم، يطالب بإطلاق سراح المعتقلين، موضحين أنهم نجحوا في الاقتراب من أسوار السجن وإرسال تهاني العيد للمعتقلين، قبل أن تفضهم القوات الأمنية. وذكر البيان أن السلطات أطلقت أمس سراح 3 نساء من «سجن النساء» في أم درمان. ودعا «محامو الطوارئ» إلى تنظيم اعتصامات أمام السجون احتجاجاً على استمرار اعتقال العشرات من أعضاء لجان المقاومة والسياسيين.
ولا تزال السلطات السودانية تعتقل 27 سياسياً في سجن «سوبا» بالإضافة إلى معتقلين آخرين في سجون بورتسودان ودبك والجزيرة أبا. ويطالب المجتمع الدولي والإقليمي القادة العسكريين في السودان بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف العنف ضد المتظاهرين السلميين، ورفع حالة الطوارئ لتهيئة المناخ للحوار الوطني.
من جانبه طالب الأمين العام لـ«هيئة شؤون الأنصار» التابعة لحزب «الأمة القومي»، عبد المحمود آبو، إلى إطلاق المعتقلين السياسيين وإلغاء كافة الإجراءات التي تسمح بالاعتقال السياسي خارج دائرة النظام القضائي. ودعا آبو إلى الاتفاق على خريطة طريق لما تبقى من الفترة الانتقالية، يتم فيها تحديد مشروع وطني تلتزم به الحكومة الانتقالية التي يتم الاتفاق عليها، وأيضاً ضرورة تشكيل كافة المفوضيات والمؤسسات المعطلة، والاتفاق على برنامج الفترة الانتقالية الذي يتم تنفيذه وفقاً لسقف زمني محدد.
الشرق الأوسط