كعب أخيل الذي خرج منه تجمع المهنيين
كنان محمد الحسين
ظنت الانقاذ أن صرف ميزانية الدولة كاملة لحماية نظامها ، وخلق العشرات من الاجهزة الاعلامية والمرتزقة يمكنهم أن يحموا النظام من السقوط ،وإن تجويع الناس وشغلهم باللهث وراء لقمة العيش سيشغلهم عن القيام بالتغيير. لكن خاب ظنهم وطاش سهمهم ، فقد خرج لهم البعبع الذي اسمه الشعب السوداني ، وزلزل الارض تحتهم ، ودك حصونهم وجعلهم يخرفون ويهرطقون مثل الذي اصابه مس من الجنون.
خرج الشعب السوداني المعلم الذي لم ولن يرجع ، ولن يعود من الغنيمة بالاياب ، وقال كلمته ( سقطت بس) ، حرية ، كرامة ،عدالة . / سلمية سلمية ضد الحرامية ، واستمرار هذه المواكب الهادرة من الشباب السوداني الثائر الذي علم العالم كيفية المطالبة بالحقوق بطريقة متحضرة ، ولم يقم بالنهب والسلب والتخريب، وحتى الحكومة التي ترفض التنازل لم تأخذ عليه شيء واحد او اي عمل سلبي واحد ، وحتى غلاة الكيزان ، لم يجدوا شيئا واحدة يعيبون عليه هذا التنظيم المتحضر الرائع.
اما الطاهر التوم وكل انصار النظام الذين يريدون التعرف على قيادات الانتفاضة حتى يقوموا باعتقالهم والتنكيل بهم وقتلهم، مثلما فعلوا بالانتفاضات السابقة التي قاموا بتصفية المشاركين فيهم وقتلهم واعتقالهم وتعذيبهم ، ولكن هذا التنظيم الذكي ، كشف مدى ضعف وهشاشة هذا النظام الذي لم يهتم بالمواطن ولم يهتم بالتنمية والتقدم والحرية والكرامة . فقد اولت الحكومة الاهمية على كيفية توفير المال للاجهزة الامنية والباطشة من اجل ارهاب الناس وتشريدهم ونفيهم داخل بلادهم وخارجها. حتى اصبحنا لاجئين في بلادنا ، وقد مات الناس بالحرب وبالمرض والجوع والغبن .
وعندما خرج الشعب لايريد الرجوع الا ونجحت ثورته حتى لو فتح قوش المقاهي والشيشة وقدم احمد سعد عمر مرتبات شهرية للمغتربين ، وقام العبقري رئيس الوزراء ووزير المالية بطباعة النقود وقام بحشو ماكينات الصرف الآلي و قام بتوفير الرغيف والمنتجات البترولية ، لأن الثورة لم تتطرق لضرائب المغتربين او الرغيف او النقود او الشيشة , الثورة قامت من اجل الحرية والكرامة والديمقراطية والشعور بالامن والامان داخل بلادنا العزيزة التي اختطفتها العصابة ، واذلتنا وقتلتنا وشردتنا ، ولم نذكر لها حسنة واحدة .
هذه الطغمة التي شوهت العقيدة، وتاجرت بالدين ، وعملت وتعمل حتى الآن على خداع البسطاء باسم الدين الاسلامي العظيم ، الذي جاء لنصرة المظلوم وتحقيق الحرية والعدالة في الارض ، فقد عملت على معادة المجتمع الدولي والاقليمي ، ولم تترك صديقا واحدا للسودان في شتى المجالات، وتدخلوا في الشؤون الداخلية للدول واشعلوا الحروب في الداخل والخارج ، كما فصلوا الجنوب عن الشمال ، وحتى بعد فصل الجنوب ، اداروا حربا شعواء بين اهل الجنوب. والحرب داخل البلد مستمرة منذ فترة ليست بالقصيرة في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة، وقتلوا كل من خرج ليطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة .
اما في الجانب الاقتصادي فقد اوصلوا العملة الى درك سحيق ، ونهبوا ثرواتنا ودمروا البنية الاساسية للبلاد ، ورهنوا وباعوا كافة اصول البلاد من مشاريع وشركات واراضي بثمن بخس ، وهربوا الثروات والاموال إلى الخارج ، خوفا منا لأنهم يدرون اننا سنطردهم في يوم من الايام، وهذه الثروات لن ينعموا بها لأننا سنعيدها إلى اهلها الحقيقيين. اما الخدمات من صحة وكهرباء ومياه وطرق وتعليم الخ.. فنالها من الحب جانب ، حيث وصلت غلى ادنى مستوى من التدهور.
اما الشباب ذخيرة الامة فقد تعرض للكثير من الظلم والغبن ، حيث لافرص عمل و لاتعليم يتواكب مع العصر ، وعملوا على نشر المخدرات بينهم حتى يقضون عليهم وعلى طموحاتهم. لكن ذلك لم يمنع الشباب يخرج وهو اعزل في مواجهة هذه الآلة العسكرية والاغبياء الذين يطلقون النار عليه ، ويقدم نموذجا للعالم اجمع على الشجاعة والقوة ، والحق لن يضيع حق خلفه مطالب.
ليعلم صلاح قوش والطاهر التوم وعلى عثمان ، ما هو تجمع المهنيين ، إن الشعب السوداني كله هو تجمع المهنيين وهو قائد الثورة الظافرة ضد من سرق بلاده العزيزة ولن يتركهم يسعدون يوما بعد اليوم.
تعازينا الحارة للشهداء الذين سقطوا من أجل هذا الوطن العزيز الذي يستأهل كل هذه التضحيات ، الله اكبر ، النصر قريب ان شاء الله. العزة والمجد للسودان.